كشف كبار المسؤولين الأمريكيين أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بدأ يشن حملات من الغضب وينقلب بحدة على كل الأشخاص من حوله، كما أنه لا يكف عن التذمر، ولم يسلم من ذلك حتى الأشخاص المقربون منه مثل نائبه ووزير الخارجية.
موقع Axios الإخباري الأمريكي، قال الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون 2020، إن دونالد ترامب بدأ في أيامه الأخيرة ينقلب بحدّةٍ على كل شخص ممن حوله تقريباً، وهو يكاد لا يتوقف عن التذمر منتقداً أي شخص يرفض الانغماس معه في نظريات المؤامرة أو المساعي اليائسة لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية.
ترامب غاضب من الجميع
يشير الموقع إلى أن حملات الغضب الأخيرة التي يشنها ترامب يمنةً ويسرةً على من حوله شملت نائبه مايك بنس، ورئيس الأركان مارك ميدوز، ومستشار البيت الأبيض بات سيبولوني، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
من جهة أخرى، يقول الموقع إن ما يحدث تبرز أهميته إذا استدعينا أن ترامب بات يعتقد أن كل من حوله ضعفاء أو أغبياء أو غير مخلصين، وأنه جعل يلتفت على نحو متزايد إلى راحته التي يجدها في الأشخاص الذين يحثونه على الانقلاب على نتائج الانتخابات. ومع ذلك يشير الموقع إلى أنه لا يمكن التحري بما فيه الكفاية عن مدى قلق مسؤولي ترامب من النقاشات الجارية داخل البيت الأبيض.
غير أنه بات من المعروف أن عدداً من كبار المسؤولين قد بدأ في محاولة الابتعاد عن الجناح الغربي [جناح الرئيس لإدارة الحكم في البيت الأبيض] في الوقت الحالي.
يقول الموقع، نقلاً عن مصادره، إن الرئيس لا ينقطع عن الهجوم والجميع في دائرة الانتقاد والاتهامات، ففي هذه المرحلة كل من ليس في معسكر "الاستعانة بوزارة الأمن الداخلي أو الجيش لاحتجاز آلات التصويت"، فإن الرئيس يعتبره ضعيفاً ولا يستحق سوى الازداء والنبذ.
يشكو من محاميه ونائبه
في الوقت نفسه، سئم ترامب من محامي البيت الأبيض بات سيبولوني، ويشعر بعض المقربين من الأخير بالقلق من أن ترامب على وشك إزاحته والاستعانة مكانه بأحد الموالين الذين يعتبرهم ترامب أشد إخلاصاً وإن كان مغموراً.
كما قال مصدر آخر كان قد تحدث إلى ترامب مؤخراً، إن الرئيس كان يشكو أيضاً من بنس مستدلاً على نقص ولائه بأحد الإعلانات التلفزيونية لما يعرف بـ"مشروع لينكولن" الذي زعم أن بنس "تخاذل" عن دعم ترامب.
على هذا النحو، بات الرئيس ينظر إلى بنس على أنه لا يكافح من أجله بما يكفي، وهي الشكوى نفسها التي لطالما استخدمها ضد كل من عمل لديه تقريباً وكان مخلصاً له في وقت من الأوقات.
علاوةً على ذلك، بدأ الدور المفترض لنائب الرئيس بنس في 6 يناير/كانون الثاني يهيمن بظلاله على ذهن ترامب وموقفه حيال بنس، وفقاً لأشخاص ناقشوا الأمر مع الرئيس الأمريكي.
المهمة الأسوأ ستكون على عاتق وزير العدل
في هذا السياق، يشير عديد من المسؤولين الإداريين إلى أن المهمة الأسوأ في واشنطن في قادم الأيام ستقع على عاتق وزير العدل بالإنابة، جيفري روزين، بعد استقالة وزير العدل، الذي كان محسوباً على ترامب، ويليام بار.
مع ذلك، فإن الإجماع الأبرز بين جميع المصادر هو أن ترامب ليس لديه أدنى فكرة عن مدى الجنون الذي تنطوي عليه الأفكار التي يطرحها.
كما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" يوم 3 ديسمبر/كانون الأول، أن الرئيس الأمريكي على وشك إصدار قرار بإقالة وزير العدل وليام بار، بعد غضبه بسبب تصريحات الأخير عن عدم وجود تزوير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت مؤخراً، وأسفرت، وفق نتائج غير رسمية، عن فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة.
قالت الصحيفة الأمريكية إن هناك محاولات يجريها مسؤولون من الإدارة لإقناع الرئيس المنتهية ولايته بعدم إقالة بار، إذ قال وزير العدل الأمريكي وليام بار إن وزارته لم تعثر على دليل يثبت وجود تزوير واسع النطاق في الاقتراع الخاص بانتخابات الرئاسة الأخيرة.
إذ قال بار، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس": "حتى الآن، لم نشهد تزويراً على نطاق قد يؤثر على نتيجة الانتخابات".
كما أنه يرفض مغادرة البيت الأبيض
من جهتها، قالت صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول، إنَّ دونالد ترامب، الذي لم يعترف بعد بخسارته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيرفض مغادرة البيت الأبيض يوم تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2021.
وفق تقرير للصحيفة نقلاً عن شبكة "CNN" الأمريكية، فإن الرئيس أبلغ بعض مستشاريه بأنه لن يغادر البيت الأبيض عندما يؤدي جو بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني. وقد أثارت تلك المزاعم قلق بعض مساعديه، لكنهم يعتقدون أنه لن يمضي قدماً في تنفيذ هذه الخطوة.
فيما نقلت الشبكة عن أحد مستشاري ترامب قوله: "إن الرئيس ترامب سيغادر منصبه في نهاية المطاف، لكنه يريد فقط إثارة موجة من الغضب".
تجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أن رفض رئيس أمريكي التخلي عن السلطة، الأمر الذي دفع الخبراء لمناقشة ردود الفعل المحتملة في حال وقوع مثل هذا الأمر.
كما أفادت الشبكة الأمريكية بأن بعض المستشارين حاولوا إقناع الرئيس بالشروع في وضع خطط لخوض سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024، وهو احتمال كان ترامب قد أبرزه عدة مرات خلال الأسابيع الماضية.