أثارت حادثة اغتيال مصور لبناني من قبل مسلحين مجهولين، في بلدة الكحالة بقضاء عاليه، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، مستخدمين مسدسداً كاتماً للصوت، غضباً لدى الرأي العام اللبناني وسط أحاديث عن قتله بسبب صور مهمة يمتلكها حول تفجير مرفأ بيروت.
صدمة من اغتيال مصور لبناني
وسائل إعلام لبنانية من بينها صحيفة "النهار"، قالت إن المصور جوزيف بجاني، قُتل أمام منزله عندما كان يهم بركوب سيارته، وأظهر مقطع فيديو من كاميرا مراقبة عملية الاغتيال، حيث ظهر شخصان قد لقحا بالمصور إلى سيارته، وفتح أحدهما الباب وأطلق عليه عدة رصاصات، قبل أن يلوذا بالفرار.
الصحيفة أشارت أيضاً إلى أن اغتيال جوزيف جاء بينما كان الأخير ينوي إيصال أولاده إلى المدرسة، مضيفةً أن الحادثة أثارت ذهولاً في بلدة الكحالة، ونقلت عن رئيس البلدية، جان بجاني، قوله إن ما حدث "جريمة منظمة، نفذها أشخاص محترفون"، في ظل فلتان أمني تشهده بيروت.
تخمينات عن سبب الاغتيال
أثار اغتيال جوزيف تساؤلات لدى لبنانيين، لا سيما أن بعضهم تحدثوا على شبكات التواصل عن أن قتل المصور جاء على خلفية صور التقطها لتفجير مرفأ بيروت.
في هذا السياق قالت قناة "الحدث" نقلاً عن مصادر من بلدة الكحالة- لم تذكر أسماءها – قولها إن "جوزيف كان من بين أول المصوّرين الذين وصلوا إلى المرفأ بعد الانفجار مباشرة، حيث اتّخذ صوراً عدة لمسرح الجريمة قد تكون حصرية، وتحتوي على خيوط قد تقود إلى كشف ملابسات مأساة 4 أغسطس/آب".
كذلك تحدثت مصادر القناة نفسها أن "الجناة وبعد تنفيذ الجريمة أخذوا هاتفه وكاميرته".
وبحسب المعلومات المنشورة عن المصور فإنه كان يعمل في شركة "ألفا" للاتصالات، وأنه يعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي، فضلاً عن أحاديث على شبكات التواصل بأن جوزيف يعمل مصوراً معتمداً لدى الجيش، لكن موقع "المدن" نفى نقلاً عن مصادر عسكرية أن يكون المصور يعمل مع الجيش.
إلا أن فرضيات اغتيال جوزيف على خلفية تفجير مرفأ بيروت، تعززت لكون قتله جاء بعد أسابيع من اغتيال العقيد بورجيلة الذي كان قد استُدعي للتحقيق في حادثة المرفأ.
غضب من اغتيال جوزيف
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، أعرب لبنانيون عن غضبهم واستيائهم من اغتيال المصور، منددين بالفلتان الأمني الذي تشهده البلاد، والذي يتزامن مع أزمة اقتصادية حادة.
مغرد لبناني اسمه أحمد الخالدي، علّق على حادثة الاغتيال في حسابه على تويتر، وقال: "هل هي صدفة اغتيال شهود المرفأ العقيد جوزيف سكاف إلى العقيد منير أبورجيلة واليوم جوزيف بجاني، تباً لهذا الزمان أصبحت الجريمة مشروعة في لبنان، الويل لكم أيها القتلة، لو كان ولاؤنا فقط للبنان لما كان كل هذا".
وكتبت مغردة باسم ريما: "وكأنّ الحقيقة مُحرّمة في هذا البلد. فنحن نعلم أنّ من قتلك يرتعِبُ منك، ومن حرّيتك، وصحافتك، وصورك حتّى وهو في الأرض دون السّابعة".
مغردة أخرى باسم جيني هاجمت السلطات اللبنانية، وقالت: "دولة العصابات عملت جريمتها ب ٤ آب وهلّق عم تمسح كل الأدلّة بحِرَفيّة وبكل دم بارد، تتكون بالآخر تمّت عملّية تصفية شعب بكامله بنجاح!".
يُذكر أن انفجاراً هائلاً وقع في مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس/آب 2020، وتسبب بمقتل نحو 200 شخص وأكثر من 6000 جريح، فضلاً عن أضرار مادية هائلة في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.