أدى ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة إلى حالة من الذعر بجميع أنحاء العالم، فألغت عشرات العواصم الرحلات الجوية مع البلد الذي صار معزولاً، الإثنين.
لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن هذه السلالة الجديدة ليست "خارج السيطرة"، وفق تقرير فرانس برس الإثنين 21 ديسمبر/ كانون الأول 2020. حيث قال مسؤول الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايكل راين، للصحفيين يوم الإثنين: "سجلنا نسبة تكاثر للفيروس تتجاوز إلى حد بعيدٍ عتبة 1.5 في مراحل مختلفة من هذا الوباء، وتمكنا من السيطرة عليها. بناء عليه، فإن الوضع الراهن في هذا المعنى ليس خارج السيطرة".
ذعر يجتاح العالم بسبب سلالة كورونا الجديدة
من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أنها تجيز توزيع لقاح فايزر-بيونتيك المضاد لكوفيد-19 في دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد بضع ساعات من موافقة الوكالة الأوروبية للأدوية على استخدامه.
فيما قالت فون دير لايين: "لقد أجرت الوكالة الأوروبية للأدوية تقييماً دقيقاً لهذا اللقاح، وخلصت إلى أنه آمن وفاعل ضد كوفيد-19. استنادا إلى هذا التقييم العلمي، نجيز استخدامه في سوق الاتحاد الأوروبي"، موضحة أن أولى عمليات التلقيح ستتم بين 27 و29 ديسمبر/كانون الأول.
كذلك فقد أبدت رئيسة المفوضية "اعتزازها بأن أول لقاح ضد كوفيد-19 متوافر في أوروبا هو ثمرة جهد أوروبي" في إشارة إلى مختبر بيونتيك الألماني.
دعوات لتلقي اللقاح لمواجهة الفيروس
من جانبه حضَّ الفاتيكان، الإثنين، الكاثوليك في العالم على تلقي اللقاح، موضحاً أن كل اللقاحات التي تم تطويرها "مقبولة أخلاقياً".
في المقابل فقد أدت طفرة الفيروس إلى إغلاق حدود العديد من الدول مع المملكة المتحدة قبل أقل من أسبوعين من خروجها من السوق الأوروبية الموحدة، ما أدى إلى حدوث فوضى في الموانئ لا سيما ميناء دوفر، ومخاوف بشأن توريد المنتجات الطازجة مثل الحمضيات والسلَطات خلال أسبوع عيد الميلاد.
من جانبه أعلن ميناء دوفر الذي تمر عبره المنتجات القادمة من فرنسا على وجه الخصوص، عن إغلاقه أمام حركة المرور الصادرة من المملكة المتحدة بعد أن قررت عدة دول، من بينها فرنسا وكندا، الأحد، تعليق جميع الرحلات من الأراضي البريطانية لعدة أيام.
فيما أعلنت السويد بدورها إغلاق حدودها مع الدنمارك لدواعٍ صحية. لكن هذه التطورات لن تؤثر على سلاسل الإمداد في المملكة المتحدة التي لا تزال "صلبة"، وفق ما أكده رئيس الوزراء بوريس جونسون، الإثنين.
بحث معالجة الوضع الصحي في بريطانيا
في المقابل صرح جونسون للصحفيين بأن "التأخير لا يشمل سوى نسبة محدودة جداً من المواد الغذائية التي تدخل المملكة المتحدة". وأوضح أنه بحث الوضع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقلاً عنه عزمه "على معالجة الوضع في الساعات المقبلة".
في حين يحاول الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، ضمان تجانس الإجراءات التي أعلنتها الدول الـ66 أعضاء؛ لمنع وصول الوافدين من المملكة المتحدة، وفق ما أفاد به مصدر دبلوماسي أوروبي الإثنين.
حيث أوضح المصدر أن اجتماعاً طارئاً للآلية الأوروبية للرد على الأزمات عُقد صباح الإثنين في بروكسل، أتاح "تحديد مختلف الخيارات لإعادة فتح الحدود في شكل منسق مع إجراءات مشابهة".
أما في كندا، فأعلنت مقاطعة أونتاريو الاكثر اكتظاظاً إغلاقا جديداً اعتبارا من السبت، يستمر 28 يوماً في جنوب المقاطعة و14 يوماً في شمالها.
كما أعرب المفوض الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون، اﻹثنين، عن أسفه ووصف ما يحدث في بريطانيا بأنه "مأساة". وقال "لو أن بريطانيا قررت البقاء في الاتحاد الأوروبي، لحصلت اليوم، مثل كل الدول الأوروبية، على ما بين 30 و40 و50 مليار يورو ولأمكننا مساعدتها".
تعليق الرحلات مع بريطانيا
كذلك وخارج الاتحاد الأوروبي، كانت تلك أيضاً الحال في الكويت وإيران وسويسرا والسلفادور وإسرائيل، بعد أن علقت الدول الثلاث أيضاً رحلاتها مع جنوب إفريقيا حيث ظهرت طفرة جديدة أيضاً للفيروس.
فيما علقت السعودية جميع الرحلات الجوية الدولية وكذلك الدخول إلى موانئها. وأوقفت كندا والأرجنتين وكولومبيا وتشيلي الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة.
أما في الولايات المتحدة، فتلقت ممرضة في ولاية كونيتيكت، الإثنين، لقاح شركة موديرنا أمام الكاميرات، مؤذنة ببدء حملة التطعيم بواسطة هذا اللقاح الجديد الذي تمت الموافقة عليه الجمعة.
من جانبها دعت منظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبية للأمراض، الأحد، أعضاءهما في أوروبا إلى تشديد تدابير الاحتواء والمراقبة لمكافحة انتشار السلالة الجديدة.
في المقابل، أعلنت المجر وسلوفينيا، الإثنين، أنهما ستخففان من وطأة تدابير الإغلاق؛ للسماح للأسر بالاجتماع خلال الأعياد