اعتبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن تطبيع بلاده مع إسرائيل كان "قراراً صعباً، لذلك تأخر"، نافياً "أن تكون هناك مقايضة بقضية الصحراء، لكن الانتصار في هذه المعركة اقتضت الضرورة أن يتزامن مع الانفتاح على الآخر"، في إشارة للتطبيع مع إسرائيل، وذلك في لقاء مع قناة "الجزيرة" القطرية.
والخميس 10 ديسمبر/كانون الأول، أعلن العاهل المغربي، محمد السادس، استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
كما تزامن بيان الديوان الملكي، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيعه اعترافاً بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو".
قرار صعب
في إجابته على سؤال بشأن "إذا ما كان قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل صعباً"، قال العثماني: "لا شك، وإلا لماذا تأخر إلى هذا الوقت؟!".
كما اعتبر أن اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على إقليم الصحراء "انتصار غير مسبوق وستتلوه انتصارات أخرى، لأن الولايات المتحدة هي عضو دائم بمجلس الأمن، وهي التي تصوغ مسودة مشروع قرار مجلس الأمن في قضية الصحراء".
المتحدث ذاته أشار إلى أنه إذا كان "(المغرب) غارقاً في هذه المعركة (أزمة الصحراء) ولم يستكمل وحدته، سيكون عاجزاً أن يقوم بما كان يريد أن يقوم به بجانب الفلسطينيين".
العثماني شدد أيضاً على أن المغرب "لن ينزل أبداً عن مستوى المبادرة العربية، والثوابت المغربية أعلى من المبادرة العربية عموماً"، مذكراً أن بلاده "رفضت قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس".
و"مبادرة السلام العربية" أطلقها ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز خلال قمة بيروت عام 2002، وتقضي بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان، مقابل التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
وفي 6 ديسمبر/كانون الثاني 2017، أعلن ترامب، مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، والمباشرة بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة.
وتابع العثماني: "أمريكا دولة عظمى في العالم، وكثير من الدول تريد أن تقدم على هذه الخطوة (الاعتراف بتبعية إقليم الصحراء) لكن لم تكن تجرؤ، واليوم ستكون عندها الشجاعة لتقوم بما ينسجم مع قناعاتها".
بين الرباط وتل أبيب
وبدأ المغرب مع إسرائيل علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل إلى اتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمَّدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديداً عام 2002.
وبإعلان الرباط يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقاً إسرائيلياً لافتاً لمنطقة المغرب العربي.
كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.