أظهرت دراسة نُشرت الإثنين 14 ديسمبر/كانون الثاني 2020، أن التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا أدت إلى تراجع التقدم الذي أُحرز على مدار عقود في التصدي لأسوأ أشكال سوء التغذية، ومن المرجح أن تتسبب في مقتل 168 ألف طفل قبل تراجع الجائحة على مستوى العالم.
صحيفة The Washington Post الأمريكية أشارت في تقريرها الإثنين 14 ديسمبر/كانون الأول إلى أن الدراسة التي أجرتها 30 منظمة دولية تابعة لاتحاد Standing Together for Nutrition التعاوني، تعتمد على البيانات الاقتصادية والغذائية التي جُمعت هذا العام بالإضافة إلى استطلاعات هاتفية.
ملايين الأطفال مهددون بالموت بسبب كورونا
تُقدِّر ساسكيا أوسندارب، التي قادت الدراسة، أن 11.9 مليون طفل جديد- معظمهم في جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى- سيعانون من التقزم والهزال، وهما أسوأ أشكال سوء التغذية.
قالت ساسكيا، المدير التنفيذي لمنتدى المغذيات الدقيقة، إن النساء الحوامل الآن "سوف يلدن أطفالاً يعانون بالفعل من سوء التغذية عند الولادة، وهؤلاء الأطفال متضررون منذ البداية. وثمة جيل كامل في خطر".
بينما يقول لورنس حداد، المدير التنفيذي للتحالف العالمي لتحسين التغذية: "قد تبدو وكأنها مشكلة موجودة دائماً معنا، لكن الأرقام كانت تتراجع قبل كوفيد. لكن ما يقرب من 9 أو 10 أشهر محت عشر سنوات من التقدم".
فقبل الجائحة، انخفض عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم على مستوى العالم كل عام، من 199.5 مليون عام 2000 إلى 144 مليون عام 2019.
فيما بلغ عدد الأطفال الذين يعانون من الهزال 54 مليون عام 2010 وانخفض إلى 47 مليون العام الماضي. وتشير الدراسة إلى أنه من المتوقع أن يرتفع مرة أخرى إلى مستويات عام 2010.
مساعٍ لتدارك الوضع المأساوي
صدرت هذه الدراسة مع بداية مساعٍ استمرت لمدة عام لجمع الأموال لمكافحة سوء التغذية. وأُعلن عن جمع حوالي 3 مليارات دولار، رغم أن بعض هذه الأموال يشمل التزامات سابقة.
إذ تعهدت باكستان، التي تعاني من بعض أكثر حالات سوء التغذية انتشاراً في العالم، بإنفاق 2.2 مليار دولار بحلول عام 2025.
هذا الاتحاد التعاوني يضم البنك الدولي، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالإضافة إلى مؤسسات صحية وجامعات خاصة.
محاسبة الحكومات عن وعودها
من جهتها تعهدت اليونيسف بإنفاق 700 مليون دولار على برامج التغذية سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، بزيادة قدرها 224 مليون دولار عما أنفقته على مدى السنوات الخمس الماضية.
إذ قال حداد إن الخطوة التالية هي محاسبة الحكومات عن وعودها، خاصة تلك التي يعاني مواطنوها من سوء التغذية أكثر من غيرهم.
كما أضاف أن معظم مشكلات سوء التغذية متعلقة بالحكومات". وأضاف أن الجائحة وضحت لنا فوائد التغذية لأن سوء التغذية يترك الجسم عرضة لجميع أنواع الأمراض بما فيها فيروس كورونا. وقال: "التغذية هي الحل الأفضل للجميع حتى وصول اللقاح".