كشف تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، تُواجه دعوات متزايدة إلى التخلي عن التهديد بفرض عقوبات على الحوثيين شمالي اليمن؛ والتخلي عن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية من أجل تجنّب الخطر الوشيك للمجاعة الشديدة في البلد الذي يعيش نحو ثلثي سكانه في حاجةٍ إلى معونةٍ غذائية.
حيث يدرس مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية قبل تنصيب جو بايدن في الـ20 من يناير/كانون الثاني 2021، وهي خطوةٌ من شأنها أن تُعقّد عمليات توصيل المساعدات الأساسية في أجزاء كبيرة من البلاد، وفقاً لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
خطوة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
التقرير أشار إلى أن الخطوة المتوقعة على نطاق واسع، سوف تأتي بالتزامن مع مجموعةٍ من العقوبات المُعلنة ضد إيران ومصالحها خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة من حكم ترامب، حيث يلوح الضغط على طهران وحلفائها باعتباره بنداً محورياً في السياسة الخارجية لواشنطن.
في المقابل أضاف حزب العمال البريطاني صوته إلى المخاوف يوم الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول 2020، قائلاً إن الخطوة المتوقعة ضد الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن، ستسفر عن عجزٍ في إيصال المساعدات إلى غالبية أنحاء شمالي البلاد.
بينما قالت وزيرة التنمية الدولية في حكومة الظل آنا ماكمورين، إن ذلك سيحرم ملايين الناس الذين لم يكُن لديهم خيار سوى العيش تحت حكم الحوثيين، من المساعدات التي هم في أمسِّ الحاجة إليها.
لكن في خطابٍ إلى وزير الخارجية دومينيك راب، لحثِّ المملكة المتحدة على ألّا تحذو حذو الولايات المتحدة، كتبت آنا ماكمورين: "نحن قلقون من أنَّ وضع تعريفٍ شامل للحوثيين سيخلق عقبةً يصعب التغلب عليها في طريق توصيل الإغاثة الإنسانية الأساسية، مع وضع مقدمي الإغاثة المادية والدعم الاقتصادي للوكالات والبرامج متعددة الأطراف تحت طائلة العقوبات القانونية والمالية. كما ستُحرم المنظمات الإنسانية من الاتصال العملي مع غالبية البنية التحتية الإدارية للحوثيين، مما يعني عجزها عن استخدام المقاولين المدنيين المحليين في إيصال البرامج".
تحذير "رايتس ووتش" من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
في المقابل حذَّرت "هيومن رايتس ووتش" كذلك من تداعيات التصنيف الأمريكي. إذ قالت باحثة المنظمة في الشأن اليمني، أفراح ناصر، في تقريرٍ صدر يوم الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن "العديد من اليمنيين باتوا على شفا المجاعة بالفعل، والتحركات الأمريكية التي تتداخل مع عمل منظمات الإغاثة ستكون لها تداعياتٌ كارثية. أي تصنيف للحوثيين يجب على الأقل أن يتضمن إعفاءات واضحة وفورية للمساعدات الإنسانية، ولكن لا ينبغي أن تعتمد ملايين الأرواح على ذلك".
في حين قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020: "اليمن الآن في خطرٍ وشيك من أسوأ مجاعة سيشهدها العالم منذ عقود. وفي حال عدم اتخاذ قرارٍ فوري، فسوف تضيع ملايين الأرواح".
كذلك فقد واجهت دعوات دعم الجهود الإنسانية صعوبات متكررة في التمويل. وتفاقمت الاحتياجات الإنسانية بسبب جائحة كوفيد-19، التي ضربت كثيراً من أنحاء البلاد. ولكن البيروقراطية المختلفة جعلت الإلمام بحجم تفشي المرض أمراً شبه مستحيل.
إذ قالت آنا و"هيومن رايتس ووتش"، إن محاولات تأمين مفاوضات لوقف إطلاق النار ستزداد تعقيداً إذا مضت الولايات المتحدة قُدُماً في هذا التصنيف للحوثيين.
بينما قال مصدرٌ إقليميٌّ بارز، إنّ تصنيف الحوثيين وتصعيد الضغط على طهران خلال الأسابيع الخمسة الماضية، يأتيان باتفاقٍ بين واشنطن والرياض خلال آخر زيارات بومبيو للشرق الأوسط.