كشف تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن أربعة فصائل شيعية مسلحة في العراق، على صلة بالزعيم الشيعي علي السيستاني، انسحبت عن قوات الحشد الشعبي، لتُكوِّن قوة موازية ستُعرف باسم "وحدات الأضرحة"، التي ستطبق فتوى السيستاني وتتبع تعليماته.
التقرير أشار إلى أن القوة الجديدة تتألف من 15 ألف مقاتل، وستكون مسؤولة مسؤولية مباشرة أمام مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية. وهذا الإعلان هو الأحدث ضمن سلسلة من الضربات على مدار عامين شنها السيستاني ضد إيران؛ في محاولة لكسر هيمنتها على قوات الحشد الشعبي، المنظمة الجامعة شبه عسكرية.
بهذا الانسحاب، تجردت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران -قوات الحشد الشعبي- من الحماية الشعبية والأيديولوجية التي يوفرها السيستاني.
فصائل مسلحة مدعومة من إيران
في المقابل صرّح سياسيٌّ شيعي لموقع Middle East Eye البريطاني، قائلاً: "بهذه الخطوة، يلدغ السيستاني الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، فما بنته على مدار 17 عاماً انهار في عام واحد".
في حين مثَّلت تلك الفصائل الأربعة العمود الفقري لقوات الحشد الشعبي، التي تكونت عام 2014 بهدف كبح جماح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
إذ يُعد انفصال الفصائل الأربعة بمثابة تأكيد للانقسامات الكامنة في قوات الحشد الشعبي. وقد أدى الانفصال إلى ممارسة مزيد من الضغط على القادة الشيعة المدعومين إيرانياً، والذين يصرون على أن ولاءهم للسيستاني، لكنهم في الواقع يأخذون الأوامر من إيران.
كان الاهتمام بالانضمام إلى القوات الجديدة ساحقاً، فقد فتحت الباب أمام المقاتلين المضطهدين والمهمشين، إضافة إلى آخرين تابعين لفصائل تعاني من فساد قادتها.
فصائل سُنية وأخرى شيعية
في سياق ذلك قال قادة القوة الجديدة، إنهم استقبلوا خلال أسبوع واحد، 50 ألف طلب للانضمام من مقاتلين ينتمون إلى مختلف الفصائل. وقال أحد قادة "وحدات الأضرحة" للموقع البريطاني، إن "30 ألفاً من هذه الطلبات كانت من الفصائل السُّنية، والبقية من فصائل الشيعة".
لكن تتمثل المفاجأة الكبرى في أن معظم الطلبات من فصائل الشيعة أتت من كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر، وجاء نحو ثلاثة آلاف طلب من فصيل واحد من تلك الفصائل، مما يعني أنه لو تمت الموافقة على كل تلك الطلبات، لانهار هذا الفصيل ولن يكون له أي وزن على الساحة العراقية.
في المقابل يتوق قادة القوة الجديدة إلى ضم كل أولئك المقاتلين، فهم ينتظرون الضوء الأخضر من السلطة في النجف، وفور حصولهم عليه ستنهار أغلب تلك الفصائل دون أي صدامات مسلحة.