كشف تقرير نشره موقع Business Insider الأمريكى يوم الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2020 أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض مزاعم بأنه أرسل فرقة اغتيال خاصة لقتل مسؤول مخابرات سعودي سابق منفي في كندا، وقال إنه محصَّن من الملاحقة القضائية على أي حال وذلك حسب ملفات قضائية جديدة.
حيث أظهرت الملفات حسب تقرير موقع Business Insider الأمريكي أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض مزاعم سعد الجبري، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الداخلية السعودية، في شكوى بتاريخ السادس من أغسطس/آب أن فريقاً من العملاء السعوديين، يُعرفون باسم "فرقة النمر"، حاولوا اغتياله في مدينة تورنتو بأمر من ولي العهد يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وقبل أسبوعين من ذلك، كانت عناصر فرقة الاغتيال الواردة أسماؤهم في ملف الجبري قد اغتالوا الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول. وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أن ولي العهد هو على الأرجح مَن أمر بقتل خاشقجي.
دعاوى ضد ولي العهد
التقرير أشار إلى أنه وفي يوم الإثنين السابع من ديسمبر/كانون الأول 2020 قدَّم مايكل ك. كيلوغ، محامي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، طلباً لرفض دعوى الجبري في محكمة جزئية بواشنطن العاصمة، نافياً ادعاء مسؤول المخابرات السابق. وزعم أن ولي العهد محصَّن من الملاحقة القضائية الأمريكية باعتباره على رأس دولة.
حيث كتب كيلوغ في الطلب المؤلف من 69 صفحة: "حصانة المسؤولين الأجانب من الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة يحكمها مبدأ القانون العام للحصانة السيادية الأجنبية".
وأضاف كيلوغ أن ولي العهد الأمير محمد "يتمتع بحصانة لا تستند فقط إلى علاقته العائلية المباشرة بالملك، ولكن أيضاً بفضل منصبه رفيع المستوى".
مشروعات لمكافحة الإرهاب
التقرير أشار إلى أنه وعلى الرغم من أن الجبري يعيش في كندا وهو مواطن سعودي ومالطي مزدوج الجنسية، إلا أنه رفع الدعوى في الولايات المتحدة، مشيراً إلى قيمته للحكومة الأمريكية منذ فترة عمله على مشاريع مكافحة الإرهاب مع إدارة الرئيس جورج بوش الابن.
لكن كيلوغ قال إن هذا الادعاء في غير محله بالمحكمة الأمريكية. وكتب "حتى إذا اعتبرنا مزاعم الجبري صحيحة، فإنه لا يدعي ولا يمكنه ادعاء أن محاولة اغتياله المفترضة في كندا كانت بسبب أي سلوك وقع في الولايات المتحدة".
في المقابل اتهم الفريق القانوني لولي العهد الأمير في الشكوى محمد الجبري بإساءة استخدام أو سرقة 11 مليار دولار أثناء عمله في وزارة الداخلية السعودية. وكتب كيلوغ في ملف يوم الإثنين أن هذه الأموال كانت جزءاً من صندوق قيمته 19 مليار دولار أُنشيء لمكافحة الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية.
كان الجبري قد نفى مزاعم السرقة من الحكومة السعودية في دعواه في أغسطس/آب، واصفاً إياها "بالكاذبة".
شكوى غارقة في الدراما
بينما وصف كيلوغ شكوى الجبري بأنها "غارقة في الدراما"، قائلاً إنها شبَّهت ولي العهد الأمير محمد "بأحد أعظم أشرار شكسبير": ريتشارد الثالث. ورفض كل من كيلوغ ومحامي الجبري التعليق على هذا المقال.
يذكر أن الجبري قد فَرَّ من السعودية في 2017 خوفاً من اعتقاله في إطار حملة على شخصيات مقرَّبة من ولي العهد المخلوع الأمير محمد بن نايف، سَلَف ولي العهد الأمير محمد.
في حين كتب محامو الجبري في شكواهم المؤلفة من 107 صفحات في أغسطس/آب: "الدكتور سعد في وضع فريد يمكِّنه من تشكيل تهديد لموقف المتهم بن سلمان مع الحكومة الأمريكية تهديداً وجودياً، لهذا السبب يريد المُدَّعَى عليه بن سلمان قتله، ولهذا عمل المدَّعى عليه على تحقيق هذا الهدف على مدى السنوات الثلاث الماضية".
كذلك وفي شكواهم، اتهم محامو الجبري ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمحاولة استدراج الجبري إلى المملكة العربية السعودية من تورنتو.