قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميكوتاكيس، الإثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن بلاده نجحت في تحويل الخلاف التركي اليوناني إلى خلاف تركي أوروبي، وذلك بالتزامن مع مناقشة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أنقرة بسبب التوترات في شرق المتوسط.
أزمة اليونان وتركيا
جاء ذلك في حديث متلفز لميكوتاكيس حول مستجدات أزمة شرقي البحر المتوسط، وقمة زعماء الاتحاد الأوروبي المقررة يومي 10 و11 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول الرسمية التركية.
أضاف ميكوتاكيس أن "قمة الاتحاد الأوروبي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منحت تركيا فرصة لكن أنقرة لم تتبنّ هذه الأجندة الإيجابية"، على حد قوله، موضحاً في رده على سؤال حول استخدام "حق النقض" ضد العقوبات الأوروبية على تركيا قائلاً "معظم الأوروبيين يقفون إلى جانب أثينا. وحلفاؤنا كثر".
كذلك أشار إلى أن "استمرار التوتر لن يكون في صالح تركيا، وينبغي على أنقرة إعادة تقييم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي".
في ذات الوقت أعلن ميكوتاكيس أن بلاده مستعدة للحوار مع تركيا حول تحديد الجرف القاري ومناطق الصلاحية البحرية، مؤكداً أنه في حال عدم التوصل إلى حل فإنهم مستعدون للذهاب إلى محكمة العدل الدولية.
وذكر ميكوتاكيس أن تركيا سحبت سفينة التنقيب "أوروتش رئيس" قبل 10 أيام فقط من قمة الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنه يجب على أنقرة اتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف التوتر قبل فترة معينة.
قمة أوروبية حول تركيا
تأتي تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بالتزامن مع اجتماع عقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2020، لتقييم فرض عقوبات على تركيا، وذلك قبل أن يقرر زعماء الاتحاد في القمة المقبلة ما إذا كانوا سينفذون تهديدهم بفرض إجراءات عقابية ضد أنقرة.
كانت فرنسا والبرلمان الأوروبي، الذي دعا رسمياً إلى فرض عقوبات، قد قالا إن "الوقت حان لمعاقبة تركيا التي يُنظر إليها في بروكسل على أنها تؤجج الخلاف بشأن الغاز لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية"، وفقاً لوكالة رويترز.
إلا أن تركيا أعربت عن رفضها للتهديدات الأوروبية، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في التخلص مما وصفه بـ"العمى الاستراتيجي" بشرق المتوسط.
كذلك دعا أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى ألا يتصرف حيال شرق المتوسط حسب أهواء اليونان وقبرص الرومية، وأوضح أن تركيا التي تمتلك أطول شريط ساحلي على البحر المتوسط لا يمكنها أن تكتفي بمقعد المتفرج على تطورات المنطقة، مضيفاً أن بلاده ذكرت بكل وضوح أنها لن تعترف بالمخططات والخرائط الرامية إلى حبسها بسواحل أنطاليا.
من جانبه، وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليونان وقبرص الرومية بأنهما عضوان "مدللان" في الاتحاد الأوروبي، وحث التكتل على أن يكون وسيطاً وألا يسمح لفرنسا ودول أخرى بالتحيز إلى جانب أثينا.
خلاف شرق المتوسط
وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً إثر ما تقول تركيا إنه مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
وتقول وكالة الأناضول إن أثينا تتجاهل التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل، فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية.
في المقابل ينتقد الاتحاد الأوروبي استئناف تركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وندد سابقاً بما اعتبرها "استفزازات" من قبل أنقرة.
حينها ردّت تركيا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية حامي أكسوي، بأن وصف الاتحاد الأوروبي تحركات تركيا بـ"الاستفزاز" أمر "لا يبعث على المفاجأة" نظراً للنهج "المعتاد المتحيز والمنحاز" للتكتل.
ومنذ اكتشاف احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي في شرق المتوسط في 2009، انهمكت الدول الساحلية في نزاعٍ مرير على ترسيم الحدود البحرية. وفي قلب النزاع يكمن غياب تعريف متفق عليه للمناطق الاقتصادية الخالصة لكلٍ منها، وهي المساحات البحرية التي تُطالب الدول بحقوقٍ خالصة لها في استغلال الموارد الطبيعية فيها، مثل الغاز الطبيعي.
يُشار إلى أن السفينة التركية "أوروتش رئيس" عادت لمينائها مرة أخرى الأسبوع الماضي مما ساعد على تهدئة التوترات في شرق المتوسط، لكن شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، حذر من ممارسة لعبة "القط والفأر" بإعادة سفينة التنقيب لمينائها قبل قمة الاتحاد الأوروبي ثم إرسالها من جديد بعد انتهاء القمة، وفق قوله.