تضمن اللقاء الصحفي الذي جمع الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبدالفتاح السيسي، الإثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2020، عدداً من المواقف التي أثارت جدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الرئيس الفرنسي ومن ضمن هذه المواقف، رفض الاعتذار عن الرسوم المسيئة للرسول محمد، عليه السلام، في المقابل ثمن ماكرون زيارة السيسي التي وصفها بالمهمة وأنها كانت سبباً في كسر حصار المقاطعة التي أعلنتها شعوب عربية و إسلامية على المنتجات الفرنسية إثر واقعة الإساءة.
زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى فرنسا ولقاؤه ماكرون تخللتها مواقف أخرى منها إعلان الرئيس الفرنسي أن مبيعات الأسلحة لمصر لن تكون مشروطة بتحسين شروط حقوق الإنسان في البلد الذي يعاني من انتهاكات "فاضحة"، وكذلك انزعاج السيسي ورفضه لوصفه بالرئيس "المستبد"، واصفاً ذلك بـ"غير اللائق".
توقيت الزيارة المهم لماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثمن، في كلمته خلال المؤتمر، زيارة السيسي التي قال إنها تأتي لكسر معاناة فرنسا، التي تعاني تحت وقع العزلة بعد مقاطعة فرضتها الشعوب على بضائعها، إثر الإساءة للنبي محمد عليه السلام.
الصحفي المصري مسعود البربري علق في تغريدة على شكر الرئيس الفرنسي للسيسي قائلاً إن ماكرون يعتقد أن زيارة السيسي ستكون مفيدة له، متوقعاً أن "تنقلب الزيارة لموجة جديدة وشديدة من المقاطعة".
ماكرون يرفض الاعتذار مجدداً
الرئيس الفرنسي كرر رفضه الاعتذار عن الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه السلام، إذ أكد ماكرون خلال جوابه على سؤال أحد الصحفيين على اعتقاده بأن هناك خلافاً في وجهات النظر حول حرية الرأي والتعبير.
كما اعتبر الرئيس ماكرون أن من "حق كل صحفي أو مصور أن يرسم أو يكتب ما يريد، ولا يستطيع الرئيس أو أي هيئة أن تقول له ماذا يكتب"، مشيراً إلى أن هذه الحالة الطبيعية في باريس منذ الثورة الفرنسية.
كما ادعى الرئيس ماكرون أن هذا القانون، حرية الرأي والتعبير، قانون الشعب الفرنسي، مشيراً إلى أنه لا يملك الحق في تغييره.
من جانبه، تطرق مغرد بحريني يحمل اسم "يوسف محمد الشيخ" إلى قانون الأمن الشامل، الذي أقرته الحكومة الفرنسية، ويمنع الصحفيين والمصورين من التقاط صور لعناصر الشرطة أثناء اعتدائهم على متظاهرين، في مخالفة واضحة لقانون حرية الرأي والتعبير المفترضة في فرنسا. القانون الجديد أثار موجات غضب واحتجاجات شديدة منذ عدة أيام في باريس.
ومنذ المؤتمر الذي عقد الإثنين على هامش الزيارة المصرية لفرنسا، عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمواقف الجدلية التي أثارها الرئيسان، وقد تضاعفت التغريدات على الوسم الداعي لمقاطعة المنتجات الفرنسية في معظم الدول العربية.
زيارة السيسي: الرئيس ماكرون قال كذلك إن مبيعات الأسلحة الفرنسية لمصر في المستقبل لن تكون مشروطة بتحسين حقوق الإنسان، وذلك خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره المصري الذي يقوم بزيارة رسمية لباريس، لمدة يومين.
من جانبه رفض ماكرون استخدام آلية العقوبات وتعليق بيع الأسلحة في التعامل مع ملفات مثل حقوق الإنسان، معللاً ذلك بأنه سيعقِّد المسائل، وسيقطع سبل الحوار، كما أن ماكرون لا يرغب في إضعاف قدرة القاهرة على مكافحة الإرهاب في المنطقة، على حد قوله.
أما الرئيس المصري فقد بدا عليه الانزعاج من السؤال الذي وجهه له أحد الصحفيين، حول تعليقه على نفي القاهرة المتكرر لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، في وقت توثق فيه منظمات دولية عمليات الاعتقال التي تحدث في مصر.
كما عبر السيسي عن استيائه لما يصوره الإعلام من أن المسؤولين في مصر هم قادة "عنيفون وشرسون.. وأن النظام في مصر هو نظام مستبد"، حسب وصف السيسي، مؤكداً أن هذا "أمر غير لائق"، وأن هذه النظم "ولت منذ زمن".
وتشهد فرنسا منذ أكتوبر/ تشرين الأول حملة مقاطعة شعبية لمنتجاتها، شاركت فيها جمعيات تجارية في عدة دول عربية وإسلامية، ضمن حملة احتجاجية على استمرار الإساءة للدين الإسلامي وشخص الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.