كشف استطلاع مباشر أجرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن 27 جمهورياً فقط في الكونغرس، بشقيه الشيوخ والنواب، من أصل 222 نائباً وسيناتوراً يعترفون بفوز الرئيس المنتخب جو بايدن، في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
بحسب استطلاع الصحيفة فإن اثنين من الجمهوريين الذين لم يعترفوا بفوز بايدن أكدوا قناعتهم بفوز الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بالانتخابات، بينما استنكف البقية عن قول ذلك بشكل مباشر.
استطلاع مباشر: قام الاستطلاع بحسب الصحيفة على فريق مكون من 25 مراسلاً قاموا بالاتصال بمساعدي كل عضو جمهوري عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف.
المراسلون طرحوا على مساعدي النواب ثلاثة أسئلة محددة، من الفائز بالانتخابات الرئاسية، هل تؤيد أم تعارض مساعي ترامب المستمرة للمطالبة بالفوز، وإذا فاز بايدن بأغلبية في المجمع الانتخابي هل ستعترف به رئيساً منتخباً بشكل شرعي، بالإضافة إلى ذلك راجعت الصحيفة أيضاً التصريحات العامة التي أدلى بها مشرعون من الحزب الجمهوري في الأسابيع الأخيرة لتحديد موقفهم من فوز بايدن، لمقارنتها بنتائج الاستطلاع.
في الاستطلاع لم يعترف ما يقرب من 90% من الجمهوريين في الكونغرس، الذين يشكلون 222 عضواً، بمن فاز في الانتخابات، بينما قال نائبان إن ترامب هو الفائز.
وعن سؤال هل تؤيد أم تعارض مساعي ترامب المستمرة للمطالبة بالفوز، أيده 8 أعضاء وعارضه 9، بينما امتنع البقية عن التصويت.
أما سؤال إذا فاز بايدن بأغلبية في المجمع الانتخابي هل ستعترف به رئيساً منتخباً بشكل شرعي، فإن 32 عضوا أعلنوا موافقتهم، و2 رفضوا الاعتراف به حتى لو انتخبه المجمع الانتخابي، وامتنع البقية عن التصويت.
بحسب الصحيفة فإن النتائج تُظهر الخوف الذي يشعر به معظم الجمهوريين من الرئيس المنتهية ولايته وقبضته على الحزب، رغم وضعه الجديد كثالث رئيس منتخب يخسر إعادة انتخابه في الثمانين عاماً الماضية.
كما تقول الصحيفة إن الاستطلاع يوضح أيضاً أنه رغم أن أعضاء الحزب الجمهوري إلى حد كبير يتهربون من الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالانتخابات ولا يهنئون بايدن بفوزه، فإنهم أيضاً لا يتبنون مواقف ترامب الأكثر صرامة وادعاءاته الكاذبة بتزوير الانتخابات، بحسب الصحيفة.
ردود فعل متضاربة: يشار إلى أن عدداً قليلاً من الجمهوريين، مثل السناتورة سوزان كولينز من ولاية مين، والسناتور ميت رومني من ولاية يوتا، والنائبين فريد أبتون من ميشيغان، ودنفر رغلمان من فرجينيا، قد اعترفوا علناً خلال الأيام الماضية بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، لكن العديد من أعضاء الحزب، ومنهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل من كنتاكي، وزعيم الأغلبية كيفن مكارثي من كاليفورنيا، فضلوا تقديم تلميحات محدودة عن واقع الإدارة الديمقراطية القادمة أو التحدث بطريق غير مباشر عنها.
في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، أشارت سوزان كولينز إلى بايدن على أنه الرئيس المنتخب، وقالت إنه "يحب هذا البلد"، فيما دعا رومني الأمريكيين إلى "الوقوف وراء الرئيس الجديد". وقال أبتون، وهو جمهوري معتدل، إنه "ملتزم بالعمل مع الرئيس المنتخب بايدن وزملائي من الحزبين"، ووصف رغلمان بايدن بأنه "متزن"، وبإمكان العاملين الجدد تحت إشرافه "ضمان استمرار استقرار هذا البلد نسبياً".
وفي مقابلة أجراها رغلمان مؤخراً مع مجلة Forbes، انتقد بشدة رفض الحزب الجمهوري قبول فوز بايدن، واصفاً إياه بـ"الهراء" وبـ"غير الأخلاقي".
أما في الأول من ديسمبر/كانون الثاني، فقد بدا أن مكونيل، الذي كان يدعم في السابق جهود ترامب القضائية في الانتخابات الرئاسية، يقر بفوز بايدن للمرة الأولى وهو يتحدث عن آخر مستجدات مباحثات حوافز فيروس كورونا، حيث قال "أعتقد أننا نعلم جميعاً أنه بعد بداية العام من المحتمل أن تُجرى مناقشات عن تقديم حزمة إضافية العام المقبل، يعتمد حجمها على ما تريد الإدارة الجديدة متابعته".
إلا أن مكونيل تحاشى بعد ذلك الإجابة عن أسئلة أخرى عن خطاب ترامب الزائف عن تزوير الأصوات على نطاق واسع والعمل مع بايدن.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول، تجنب مكارثي مناقشة الإجراءات التنفيذية المحتملة التي قد يتخذها بايدن، ولمّح إلى أن الرئيس المنتخب قد لا يكون هو من يُنصَّب في يناير/كانون الثاني عام 2021، وقال: "دعونا ننتظر حتى نرى من يؤدي اليمين وبعدها يمكننا مناقشة ذلك".
وكان النائبان مو بروكس من ألاباما، وبول غوسار من أريزونا، حليفا ترامب المخلصان الوحيدين اللذين أكدا أن ترامب هو من فاز في الانتخابات، وإن أظهرت الأصوات خلاف ذلك.
يشار إلى أن وكالة أسوشيتد برس، قد أكدت السبت أن الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، حصل على ما يكفي من أصوات المجمع الانتخابي ليعلن رسمياً فوزه في الانتخابات الرئاسية.
من المقرر أن يجتمع المجمع الانتخابي البالغ عدد أعضائه 538 يوم 14 ديسمبر/كانون الأول، لإعلان الفائز بالسباق الرئاسي، بينما يستعد بايدن لأداء اليمين في 20 يناير/كانون الثاني على المنصة التي تم بناؤها على درجات مبنى الكونغرس الأمريكي