وصف موقع Middle East Eye البريطاني السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2020 الزيارة المرتقبة لقائد الجيش الهندي الجنرال مانوغ موكوند مارافاني إلى السعودية، بـ"التاريخية"، إذ لم يسبق أن زار المملكة مسؤول عسكري هندي رفيع المستوى، وذلك بهدف توثيق قواعد العلاقات بين نيودلهي والرياض.
يشار إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع تراجع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والباكستان، التي لطالما كانت حليفاً تقليدياً للسعودية، إلى أدنى مستوياتها، وذلك بعد رفض الرياض التجاوب مع مطالب إسلام أباد باتخاذ مواقف أكثر تشدداً تجاه أزمة كشمير، والانتهاكات الهندية بحق المسلمين هناك.
زيارة تاريخية: بحسب الموقع البريطاني، فإن الزيارة التاريخية المقرة الأحد 12 ديسمبر/كانون أول، تعد الأولى لقائد جيش في الهند إلى المملكة، وذلك ضمن جولة قد تستغرق 4 أيام وتضم السعودية والإمارات.
وبحسب تقارير إخبارية هندية، سيلتقي نارافاني بنظرائه في العاصمة الرياض، ويلقي كلمة أمام كلية الدفاع الوطني السعودية، قبل توجهه إلى أبوظبي.
سوق ضخم: من جانبه، يرى كبير تانيجا، وهو باحث في مؤسسة Observer Research Foundation في نيودلهي، أن زيارة نارافاني تعد علامة أخرى على أن خلاف باكستان مع السعودية قد أتاح فرصة للهند لتحسين علاقاتها مع السعودية.
يشير تانيجا إلى أن هذه الزيارة علامة على تكيف الهند مع الحقائق الاقتصادية الجديدة والتحولات الجغرافية السياسية في المنطقة، مؤكداً "أن باكستان، باتحادها مع ماليزيا وتركيا، قد ساعدت الهند على الدفع بعلاقاتها في الخليج لمستويات أقوى".
كما أشار أيضاً إلى أن "مخططات محمد بن سلمان لتحويل اقتصاد الرياض بعيداً عن الاعتماد على النفط، يدفعه إلى التوجه نحو السوق الهندي الضخم".
السعودية وباكستان: يذكر أن الهند قد تناولت منظمة التعاون الإسلامي، التي تقودها السعودية، بالانتقاد الأسبوع الماضي، لتمريرها عريضة تدعو رئيس الوزراء الهندي إلى إلغاء قرار حكومته بإنهاء وضع الحكم الذاتي في إقليم كشمير.
جاءت العريضة بعد زيارة الجنرال قمر جاويد باجوا، قائد الجيش الباكستاني للمملكة العربية السعودية في أعقاب انتقادات إسلام أباد للرياض لعدم دعوتها إلى إقامة جلسة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث وضع كشمير.
يقول الموقع إن طلب قمر جاويد باجوا بالالتقاء بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد رُفض، والتقى بدلاً من ذلك بخالد بن سلمان، شقيقه الأصغر ونائب وزير الدفاع.
فيما قدم الجنرال الباكستاني، بحسب الموقع، اعتذاراً شخصياً إلى خالد بن سلمان، بالنيابة عن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بخصوص الانتقادات التي وجهها وزير خارجيته للمملكة العربية السعودية، قبل أن يعود إلى موطنه.
وقد وصل التوتر في علاقة باكستان والسعودية إلى مستوى غير مسبوق على الأرجح في تاريخ البلدين، بعد أن كانت باكستان تحظى بمكانة خاصة في رؤية آل سعود للأمن القومي لبلادهم.