أعرب الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن سعادته وارتياحه "للإنجاز التاريخي الذي تحقق عبر الجھود المستمرة والبناءة التي بُذلت مؤخراً، للتوصل إلى الاتفاق النھائي لحل الأزمة الخليجية"، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
حسب المصدر نفسه، فإن الأمير الكويتي شدد على أن الاتفاق عرف تأكيد "الأطراف كافةً حرصھا على التضامن والتماسك والاستقرار الخلیجي والعربي، كما عكس تطلع الأطراف المعنیة إلى تحقیق المصالح العلیا لشعوبھم في الأمن والاستقرار والتقدم والرفاه".
وأضاف الأمير: "في الوقت الذي نعرب فيه عن سعادتنا بھذا الإنجاز، نستذكر بالتقدیر الجھود الخیّرة والبناءة لحضرة الأمیر الراحل الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي قاد تلك الجھود منذ الیوم الأول لنشوب الخلاف والذي أرسى قواعد ذلك الاتفاق، لتبقى جھوده في أعماق وجداننا وفي صفحات تاریخنا".
الأمير الكويتي استغل المناسبة أيضاً من أجل توجيه التهنئة لـ"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛ لحرصھم على تحقیق تلك الخطوة التاریخیة المباركة لخیر أبنائنا وتحقیق تطلعاتھم وإلى الأصدقاء كافة في العالم، على دعمھم لجھود الوساطة التي قامت بھا دولة الكویت والذي كان محل تقدیر من جانبنا".
كما هنّأ أيضاً الرئيسَ الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب "على جھوده الداعمة التي تعكس التزام الولایات المتحدة الأمریكیة بالحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
ترحيب واسع
من جانبها، رحبت منظمات دولية، إضافة إلى الأردن وفلسطين وتركيا، الجمعة، ببيان دولة الكويت المتعلق بالأزمة الخليجية وتطورات مساعي حلها.
جاء ذلك في بيانات للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، إضافة إلى وزارة الخارجية الأردنية، والرئاسة الفلسطينية.
في وقت سابق من الجمعة، كشف وزیر خارجیة الكويت، أحمد ناصر الصباح، عن مباحثات "مثمرة" جرت أخيراً، في إطار تحقيق المصالحة ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي.
عقب البيان، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن أولوية بلاده كانت- وستظل- مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة، معرباً في تغريدة على تويتر، عن شكره لجهود الكويت.
كما أعرب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في تغريدة على تويتر، عن تقدير بلاده لجهود الكويت بتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية.
منظمات
وتعقيباً على البيان، قال الأمين العام للأمم المتحدة، إنه يرحب بـ"جهود ومساهمات الكويت في بناء جسور التفاهم، بمنطقة الخليج وخارجها".
وأعرب في بيان أصدره المتحدث باسمه، ستيفان دوغاريك، عن "أمله أن تعمل جميع الدول المتورطة في النزاع معاً لحل خلافاتها رسمياً"، مشدداً على "أهمية وحدة الخليج للسلام والأمن والتنمية في المنطقة".
ورحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بالبيان الصادر عن وزير الخارجية الكويتي بشأن "المباحثات المثمرة" حول جهود تحقيق المصالحة الخليجية.
وثمَّن في بيان، "جهود المصالحة التي سبق أن قادها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، وجهود أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وجهود أصدقاء دول الخليج، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحل الأزمة".
وأكد حرص منظمة التعاون الإسلامي على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي الذي يشكل رافعة لأمن واستقرار الدول الأعضاء في المنظمة.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الجمعة، ببيان الكويت، وقال إنه "يعكس قوة المجلس (التعاون) وتماسكه وكذلك قدرته على تجاوز كل المعوقات والتحديات".
وشدد في البيان الذي نشره مجلس التعاون على موقعه الإلكتروني، أن "أبناء الخليج يستبشرون بهذا البيان، ويتطلعون إلى تعزيز وتقوية البيت الخليجي والنظر للمستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط ومتراص".
الأردن وفلسطين وتركيا
من الدول العربية، رحب الأردن بـ"البيان الصادر من دولة الكويت، بشأن المحادثات المثمرة، المستهدفة إنهاء الأزمة الخليجية".
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن من شأن تلك المحادثات "التوصل إلى اتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم ويعزز الاستقرار في منطقة الخليج العربي، ويخدم طموحات شعوبها بالنمو والازدهار، ويسهم في تعزيز الأمن العربي الشامل".
كما ثمَّن الصفدي، في بيان، "الجهود الكبيرة" التي قادها أمير الكويت الراحل صباح الأحمد، وخليفته نواف الأحمد الصباح، والولايات المتحدة، لإنهاء الأزمة وتحقيق التضامن الخليجي.
من جهتها، رحبت الرئاسة الفلسطينية بالجهود التي تبذلها الكويت لتقريب وجهات النظر بين دول الخليج العربي.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن الرئاسة أعربت عن تمنياتها بـ"أن تتكلل الجهود الكويتية بالنجاح، بما يعزز التضامن العربي والفلسطيني".
وأشادت الرئاسة بـ"التجاوب الذي عبَّر عنه وزيرا خارجية السعودية ودولة قطر مع الجهود الكويتية".
والخميس، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إدارة ترامب ترغب قبل رحيلها، في حلحلة الأزمة الخليجية، بهدف تضييق الخناق على إيران.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير، أنه "ضمن الخطوات الأولى في هذا الاتجاه تضغط إدارة ترامب على السعودية لفتح مجالها الجوي للرحلات الجوية القطرية التي تدفع ملايين الدولارات مقابل استخدام المجال الجوي لإيران".
فيما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، عن 3 مصادر مطلعة (لم تسمها)، أن السعودية وقطر تقتربان من التوصل إلى اتفاق أوَّلي لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من 3 سنوات، بضغط من ترامب.
وأوردت الوكالة، عن مصدر رابع (لم تسمه)، قوله إن "التوصل إلى اتفاق أوسع لإعادة ترتيب الأوضاع لا يزال بعيد المنال، بسبب استمرار وجود قضايا عالقة، مثل علاقة الدوحة مع طهران".
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية التركية بالبيان الصادر عن دولة الكويت والمتعلق بالأزمة الخليجية وتطورات مساعي حلها.
إذ أعربت الخارجية التركية في بيان، عن بالغ امتنانها، من جرّاء التطورات الإيجابية التي شهدتها الأيام الأخيرة في سبيل حل الأزمة الخليجية المستمرة منذ 2017.
كما عبّرت الخارجية عن تقديرها للجهود المخلصة للقيادة الكويتية التي أجرت اتصالات مكثفة ومبادرات من أجل حل الخلاف.
فيما تمنّت الخارجية التركية أن يتم حل الخلاف في أقرب وقت، من خلال الحوار غير المشروط، وإنهاء الحصار الجائر والعقوبات المفروضة على قطر، بالسرعة القصوى.
ومنذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر، بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران، فيما تنفي الدوحة اتهامها بالإرهاب، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".