حذَّر محامو الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق ووزير الداخلية السابق المعتقل، من أن موكلهم وقع ضحية لهجوم مستمر ومُنسق، من داخل المملكة العربية السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي، يهدد سلامته الشخصية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول 2020.
إذ كتب المحامون رسالة إلى منصة يوتيوب يطالبونها فيها بحذف أحد المقاطع، قائلين إن مُحتواه الذي يزعم تخطيط بن نايف للإطاحة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يهدد بالانتقام منه وإيذائه، ولم يستجب الموقع لشكواهم بعد.
حملة سابقة ضد الأمير محمد بن نايف
جاء ذلك على خلفية حملة إلكترونية سابقة نالت من الأمير محمد بن نايف، وتُرجح دراسة أن الارتفاع الهائل في عدد التغريدات التي زعمت مشاركة محمد بن نايف في مؤامرة يقودها ديمقراطيون لزعزعة استقرار العائلة المالكة، قبيل الانتخابات الأمريكية، كان بيدِ مؤيدين لمحمد بن سلمان، مُستعينين بروبوتات.
بحسب الصحيفة، تسلط تلك الهجمات الضوء على الحالة الخطيرة لمحمد بن نايف، البالغ من العمر 60 عاماً، ذاك الذي كان مقرباً إدارة باراك أوباما ونائبه آنذاك جو بايدن.
إذ يُنظر إليه كصاحب دور حاسم -بصفته وزيراً لداخلية البلاد آنذاك- في السيطرة على تنظيم القاعدة داخل المملكة العربية السعودية، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول بنيويورك. وقد اعتقلته السلطات السعودية منذ مارس/آذار الماضي، وأُطيح به من مقعد ولي العهد في عام 2017.
تلاحقه تهمة التآمر "للإطاحة" بابن سلمان
في الخطاب الذي وجهه محامون إلى منصة يوتيوب، نفوا مزاعم تآمر محمد بن نايف للإطاحة بابن سلمان، وقالوا إن الاتصالات التي يُجريها محمد بن نايف تخضع- بلا شك- للمراقبة، وإنه وعائلته يخشون على حياتهم المعرَّضة حالياً للخطر.
جدير بالذكر أن الحملة التي وُجهت ضد الأمير محمد بن نايف داخل السعودية قبيل الانتخابات على موقع تويتر، قد زعمت أيضاً مشاركته في مؤامرة ضد ابن عمه، بن سلمان.
إذ زعمت التغريدات، التي انتشرت بهاشتاغ #HillaryEmails، أنه حاول خلق "دولة عميقة" بالمملكة العربية السعودية، وأنه تعاون مع مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك جون برينان وهيلاري كلينتون، وأن محمد بن سلمان قد كشف مؤامرته؛ مما أدى إلى إبعاده عن السلطة.
بسبب تواصله مع الديمقراطيين في أمريكا
جدير بالذكر أنه في 13 أكتوبر/تشرين الأول، نشرت Sky News Arabia مقالاً بعنوان: "أسرار كلينتون.. كيف فشلت محاولة اختراق المجتمع السعودي؟"، يكشف رسائل رُفعت عنها صفة السرية مؤخراً، ويشير المقال إلى أن "هيلاري كلينتون قد تواصلت مع بعض الأفراد في الداخل السعودي دون أي صفة اعتبارية"، وأنها سعت إلى "قياس قوة تأثيرهم".
كما يزعم المقال أيضاً، أن "تسريبات كلينتون قد تضمنت أسماءً لشخصيات في السعودية تؤيد تنظيم الإخوان".
فيما لم تتقدم الحكومة السعودية بأي تفسير رسمي لاعتقال الأمير محمد بن نايف، لكنها استخدمت قائمة متغيرة من الاتهامات التي تمتد من محاولة الانقلاب، والإدمان، والفساد، وصولاً للخيانة والتآمر مع إدارة أوباما.