قالت صحيفة "New york Times" الأمريكية، الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن هدفاً آخر غير معلن يسعى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لتحقيقه من خلال الجهود التي يقوم بها مستشاره وصهره جاريد كوشنر لرأب الصدع بين السعودية وقطر، يشمل هذا الهدف توجيه ضربة موجعة للاقتصاد الإيراني.
كان موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية قد كشف، مساء الأربعاء، أن السعودية وقطر تقتربان من إبرام اتفاق مبدئي، لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ضربة لإيران: الصحيفة الأمريكية نقلت عن مصدر دبلوماسي، أن كبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر، أثار خلال الاجتماع مع القادة القطريين احتمال إعادة مسار الرحلات الجوية التجارية من وإلى قطر عبر المجال الجوي السعودي، والتوقف عن الاعتماد على إيران كبديل لذلك.
أشارت الصحيفة إلى أن "من شأن ذلك أن يعيد فتح مسار الرحلات الذي اتبعته شركة الخطوط الجوية القطرية لسنوات طويلة، قبل أن تقطعها المملكة العربية السعودية وثلاث دول مجاورة على الأقل، بفرض حظر جوي وبري وبحري على قطر في عام 2017".
لفتت الصحيفة من جانبها إلى أن هذا الاتفاق سيحرم إيران من رسوم سنوية تقدر بنحو 100 مليون دولار تدفعها قطر مقابل السماح لطائراتها بعبور المجال الجوي الإيراني.
أشارت الصحيفة إلى أن "هذه الأموال تعد مصدر تغذية لاقتصاد إيران المنهك، مما يسمح لها بتمويل البرامج العسكرية بسهولة أكبر، وهو ما تعتبره إدارة ترامب تهديداً"، بحسب المصدر الدبلوماسي.
اتفاق مصالحة: يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية، نقلاً عن 3 أشخاص على دراية بالمحادثات، أن السعودية وقطر تقتربان من إبرام اتفاق مبدئي، لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، ترعاه إدارة ترامب من أجل تحقيق انتصارات في السياسة الخارجية خلال أيامها الأخيرة بالبيت الأبيض.
لكن التقرير قال إن الاتفاق الجديد الذي بات قريباً بين البلدين، لا يشمل الدول العربية الثلاث الأخرى التي قطعت أيضاً العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في يونيو/حزيران 2017: الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر. وقال شخص رابع إن هناك قضايا أساسية عالقة مثل علاقات الدوحة مع طهران، ظلت دون حل.
يأتي هذا الاختراق المحتمل بعد شهور من الدبلوماسية المكثفة التي توسطت فيها الكويت، والتي آتت ثمارها بدفعة أخيرة من صهر الرئيس دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط جاريد كوشنر، الذي زار الخليج هذا الأسبوع.
بحسب الوكالة، فمن المرجح أن يشمل التقارب إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية، وإنهاء حرب المعلومات التي شنتها قطر والمملكة العربية السعودية بشكل متبادل، وخطوات أخرى لبناء الثقة كجزء من خطة مفصلة لإعادة بناء العلاقات تدريجياً.
كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة القوة الدافعة وراء المقاطعة، التي قسمت أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، حيث غيرت المقاطعة مسار الحركة الجوية وعطلت التجارة والأعمال.
وسعى الحظر، الذي بدأ في يونيو/حزيران 2017، إلى معاقبة قطر على ما وصفته الدول العربية الأربع الأخرى بدعمها للإرهاب. منذ ذلك الحين، وضع الدول الأربع قائمة بمطالب قطر للاجتماع قبل رفع الحظر، بما في ذلك إغلاق شبكة الجزيرة الإخبارية، والتخلي عن العلاقات مع المنظمات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.