كشفت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء الأول من ديسمبر/كانون الأول 2020 للمرة الأولى عن صورة تظهر جنوداً من القوات الخاصة الأسترالية وهم يشربون الجعة من ساق اصطناعية تعود لقتيل من حركة طالبان في حانة غير رسمية في أفغانستان.
حيث أظهرت الصورة التي حصلت عليها الصحيفة جندياً كبيراً- ما يزال في الخدمة- وهو يرتشف من الساق في حانة غير رسمية تُعرف باسم Fat Lady's Arms، والتي أُنشئت داخل قاعدة القوات الخاصة الأسترالية في تارين كوت عاصمة إقليم أوروزغان عام 2009.
صورة مشينة للجنود: وأظهرت صور أخرى جنديين وهما يرقصان حاملين الساق. أما صورة الارتشاف فهي الأولى التي تُنشر والتي تؤكد التقارير السابقة لممارسة استخدام الساق كوعاء للشرب.
حيث يقول بعض الجنود إن ضباطاً من مستويات عالية قد تغاضوا عن هذه الممارسة على نطاق واسع، بل إنها شملت بعضاً منهم. وكان هذا يحدث على الرغم من أن الطرف الصناعي يعد تذكاراً من الحرب، وهو العنصر الذي يُحظر على الجنود الأستراليين أخذه من ساحات المعارك، ناهيك عن الاحتفاظ به.
فيما أثار هذا الموقف غضب الجنود العاديين الذين قالوا إنهم تعرضوا لانتقادات غير عادلة في تقرير تحقيقات المفتش العام لقوات الدفاع الأسترالية في أفغانستان، المعروف باسم تقرير بريريتون، لاعتناقهم مثل هذه الثقافة والممارسات على الرغم من علم الضباط بها لسنوات. ووجد التقرير أن "ثقافة المحارب" ساهمت في خلق بيئة يُزعم أن جرائم الحرب ارتكبت فيها.
شائعات تطال الضباط: وقد انتشرت شائعات منذ فترة طويلة في مجتمع القوات الخاصة الأسترالية عن وجود صور لضباط رفيعي المستوى يشربون من الساق. وأفادت شبكة ABC الأسترالية ووسائل إعلام الأخرى عن وجود الساق وعملية ارتشاف الجعة منها، على الرغم من عدم نشر صورة لهذا الفعل حتى الآن.
في حين لا تذكر المقاطع غير المنقحة من تقرير بريريتون الساق أو ما إذا كان أي جنود يخضعون للتحقيق لحصولهم على تذكارات حرب، لكن التقرير يشير إلى حانة Fat Lady's Arms كمثال على كيفية تعرض القيادة الأخلاقية للخطر.
من جانبه، قال المحامي العسكري السابق غلين كولوميتز إنه بموجب الفقرة 268 من المادة 81 في القانون الجنائي للكومنولث، يمكن تصنيف الاستيلاء على الممتلكات دون موافقة المالك على أنه جريمة حرب متمثلة في النهب، والتي يعاقب عليها بالسجن 20 عاماً.
وأوصى تقرير بريريتون بأن تحقق الشرطة مع 19 جندياً فيما يتعلق بمقتل 39 سجيناً ومدنياً والمعاملة القاسية المزعومة لاثنين آخرين.
توصيات التحقيقات: وبعد نشر التقرير، أعلن قائد قوات الدفاع الجنرال أنغوس كامبل أنه سيقبل توصياته التي تضمنت تجريد الجنود الذين خدموا في مجموعة مهام العمليات الخاصة بين عامي 2007 و2013 "من أوسمة الجدارة".
فيما أثارت هذه التوصية غضباً بين بعض الرتب، فقد اشتكى أقارب أعضاء مجموعة المهام الذين لقوا حتفهم في ساحة المعركة من أن العقوبة كانت شاملة وأثرت على العديد من الأبرياء الذين لم يرتكبوا أي مخالفات.
يذكر أنه في يوم الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعد تدخل رئيس الوزراء سكوت موريسون ووزيرة الدفاع ليندا رينولدز، يبدو أن قائد الجيش قد تراجع عن أمر التجريد.
وأصدر كامبل بياناً قال فيه إنه لم يتخذ أي قرارات نهائية بشأن توصيات التقرير.
إذ سألت صحيفة The Guardian وزارة الدفاع عما إذا كانت على علم بوجود صور الأطراف الاصطناعية وما الإجراء الذي اُتخذ حيال ذلك.
معلومات موثقة بالحادث: كما أشار متحدث رسمي إلى تقرير بريريتون في رده. وقال: "لقد نُقح التقرير لإزالة الأسماء والتفاصيل التي يمكن أن تحدد الأفراد الذين وجد التحقيق ضدهم معلومات موثوقة لدعم مزاعم ارتكاب مخالفات جنائية أو غير ذلك من سوء السلوك. وفي حالة وجود معلومات مقدمة إلى وزارة الدفاع لم يجرِ تناولها كجزء من التحقيق في أفغانستان، فإنها ستخضع للتحقيق بدقة وسنأخذ الإجراءات بشأنها".
يأتي ظهور صورة جنود القوات المسلحة الأسترالية وهم يشربون الجعة من ساق اصطناعية لجندي قتيل في وقت متوتر بشكل خاص بالنسبة للحكومة الأسترالية.
ففي يوم الإثنين، غرد المتحدث باسم الشؤون الخارجية بالحكومة الصينية على تويتر بصورة مزيفة لجندي أسترالي يحمل سكيناً في حلق طفل أفغاني مع عبارة: "لا تخَف، نحن قادمون لك لتحقيق السلام" مكتوبة تحت الصورة.
حيث قال موريسون إن التغريدة كانت "فظيعة للغاية" و"بغيضة"، ودعا الصين إلى الاعتذار.