الحريري يحرج عون ويبرِّئ نفسه أمام واشنطن.. يقدِّم تشكيلة حكومية بدون حزب الله ويترك القرار للرئيس

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/01 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/01 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
ميشال عون والحريري

تستمر السجالات الداخلية حول ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، بين الرئيس المكلف سعد الحريري وكل من رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل.

لكن الحريري قرر أن يلقي بالكرة في ملعب عون، بعد التلويح بعقوبات أمريكية عليه في حال لم يستثنِ وزراء حزب الله وتيار أمل من التشكيل الجديد ويتجه إلى حكومة اختصاصيين. 

"المستقبل" لـ"عربي بوست": الحريري سيضع تشكيلته بعهدة عون

يؤكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق ​مصطفى علوش لـ"عربي بوست" أن رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ سيزور في الساعات القليلة المقبلة القصر الرئاسي في بعبدا، حيث سيقدّم تشكيلته للحكومة القادمة بالأسماء والحقائب وفق الدستور اللبناني.

ويشدد علوش أن الحريري يتجه نحو حكومة اختصاصيين، الأمر الذي تم الاتفاق عليه سابقاً في خطوطه العريضة مع القوى السياسية التي تعهدت للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بذلك.

وعن موقف ​الثنائي الشيعي​- حزب الله وحركة أمل- يشدد علوش على أن هذا أيضاً ما تم التفاهم بشأنه مع رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، مؤكداً أن الحريري لم يحاور ​حزب الله​ بهذه القضية بل اتفق مع بري حول تأليف حكومة اختصاصيين، وفي حال ما تم رفض التشكيل الذي من المفترض أن يوافق عليه رئيس الجمهورية سيكون الرفض قد خرج من أيدي الحريري إلى الرئيس.

وعلى مستوى الطائفة السنية والحديث عن امتعاض رؤساء الحكومات السابقين من أداء الحريري، الذين توقفت اجتماعاتهم، منذ تكليفه، ينفي علوش وجود أي خلاف أو عرقلة، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي لتوقف اللقاءات هو كي لا تعود "نغمة" أن رؤساء الحكومات السابقين يحكمون البلد ويفرضون شروطهم .

الحريري سيقدِّم لعون تشكيلة مرفوضة.. هل يحرجه أمام المجتمع الدولي؟

تؤكد مصادر سياسية مطلعة لـ"عربي بوست" أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ينوي تقديم تشكيلة حكومية لا تضم أي ممثلين عن حزب الله والتيار الوطني الحر، وبحسب المصادر فإن الحريري سيزور قصر الرئاسة خلال الساعات القادمة على الرغم من ثقته بأن عون سيرفضها.

طلب عون من الحريري عدة مرات التواصل مع الوزير جبران باسيل لتسمية الوزراء المسيحيين لكن الحريري كان يرفض، وهذا ما يعتبره عون تجاوزاً لصهره وإمعاناً في حرب الإلغاء التي تمارس عليه داخلياً وخارجياً.

ويشدد المصدر على أن توقيت تقديم التشكيلة لعون يهدف لإحراج رئيس الجمهورية أمام المجتمع الدولي والقول إنه يرفض ويعرقل حكومة اختصاصيين تنقذ البلاد من الانهيار وذلك عشية المؤتمر الذي دعا له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدعم لبنان بمشاركة قادة الدول، وبحسب المصدر فإن الحريري يسعى لإظهار عون بمظهر المسؤول الأوحد عن الانهيار واستمرار الأزمة السياسية المفتوحة.

خيار القبول وارد.. ماذا قال الحريري لبري وجنبلاط وفرنجية؟

تؤكد مصادر سياسية قريبة من تيار المستقبل- الذي يتزعمه الحريري- أن الحريري يضع نصب عينيه فكرة قبول عون لتشكيلته الحكومية كهروب من مسؤولية العرقلة، فيما سيتحول الأمر للبرلمان للتصويت على الحكومة وبيانها الوزاري وخطتها المنتظرة.

 وعليه فإن الحريري وبحسب المصادر بدأ جولة اتصالات سياسية واسعة بدأها مع رئيس مجلس النواب، نبيه برّي وتم التداول فيها بتفاصيل عملية التشكيل. 

وقال الحريري لبرّي إن هناك مساعي مشتركة بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون لتشكيل حكومة طالباً من بري دعم جهوده، فيما أبدى رئيس البرلمان له كل الاستعداد للمساعدة وتسهيل مهمته في حال تم التوقيع على مرسوم تشكيلها.  

كما أجرى الحريري اتصالاً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حيث أكد له أن المساعي الإيجابية التي يقودها مع القوى السياسية ورئيس البرلمان نبيه بري قد تفضي إلى تشكيل حكومة وخاصة أن عون قد يريد الذهاب نحو حكومة قبيل انعقاد المؤتمر وزيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة في 11 من الشهر الحالي.

 وبحسب المصدر فإن الحريري عرض على جنبلاط وزارتي السياحة والخارجية من حصة الطائفة الدرزية، حينها أكد جنبلاط للحريري أنه يكون قد أخل بوعوده حين وعده بوزارة الصحة والأشغال وأن وزارة الخارجية يمسك بها التيار الوطني الحر من أعلى موظف حتى أصغرهم فيما وزارة السياحة لن تكون فاعلة في ظل المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، حينها أكد الحريري لجنبلاط أنه حريص على تمثيل الدروز بشكل متقدم، وأنه في النهاية سيكون راضياً.

ويختم المصدر أن الحريري تواصل مع زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، وسمع الحريري منه موقفاً ثابتاً حول دعمه في المرحلة القادمة وأنه لا يمتلك شروطاً وأن على الجميع التنازل في هذه المرحلة الدقيقة.

من هم وزراء المال والطاقة والداخلية في حكومة الحريري؟

تشدد مصادر مطلعة على أن الحريري قام باختيار وزراء حكومته بالتنسيق مع الفرنسيين الذين يتابعون معه عبر رئيس خلية لبنان في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، وبحسب المصادر فإن الحريري يود الحصول على وزارة الصحة للطائفة السنية ومرشحه هو فراس الأبيض مدير المستشفى الحكومي في بيروت والذي حظي بتنويه المسؤولين من خلال إدارته لأزمة كورونا على الرغم من إصرار قوى سياسية أخرى للحصول على "الصحة".فيما يكمن الخلاف على وزارة الطاقة والمياه التي يصر التيار الوطني الحر على استرجاعها، حيث أبلغ عون الرئيس المكلف أن حصول حركة أمل على وزارة المال تعني عودة الطاقة للتيار الوطني الحر لكن الحريري عاد وأبلغه أن باريس تود إسناد الحقيبة للمهندس جو صدي، فيما الخلاف بين عون والحريري سيكون على وزارة الداخلية، حيث يسعى الحريري لإسناد الحقيبة لنقولا الهبر بالتنسيق مع تيار المردة، بينما عون يود إسنادها لجون سلّوم، فيما وزارة المال ستحسم بين الحريري وبري في اللحظات الأخيرة.

تحميل المزيد