أصدرت محكمة تركية الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أحكاماً وصلت في حدتها إلى السجن المؤبد، بحق نحو 500 شخص بينهم قادة في الجيش وطيارون متهمون بقيادة وتنفيذ محاولة الانقلاب التي وقعت في تركيا في يوليو/تموز 2016.
القرار الذي اتخذته المحكمة يأتي بعد 5 سنوات تقريباً على محاولة انقلابية قُتل فيها أكثر من 250 شخصاً، وذلك في 15 يوليو/تموز 2016، شملت الاستيلاء على طائرات حربية وطائرات هليكوبتر ودبابات، والسعي للسيطرة على مؤسسات الدولة الرئيسية.
بحسب ما أشارت وكالة الأناضول الرسمية، فإنه قد حكم على 25 من طياري طائرات "إف-16" بالسجن المؤبد المشدد.
كما اتهِم القائد السابق للقوات الجوية أكين أوزتورك وآخرون في قاعدة أكينجي الجوية القريبة من أنقرة بقيادة عملية الانقلاب وقصف مبان حكومية ومنها البرلمان، ومحاولة قتل الرئيس رجب طيب أردوغان، وقد حُكم على كل منهم بالسجن المؤبد 79 مرة.
وقضت المحكمة بالسجن المؤبد المشدد 3 مرات على الطيارين محمد يوردكول، وإلهامي أيغول، اللذان قصفا مديرية الأمن في العاصمة أنقرة.
كما أصدرت حكما بالسجن المؤبد المشدد 8 مرات على الطيارين محمد جاتين قبلان، وأرتان كورال، اللذان قصفا دائرة طيران الشرطة، ليلة محاولة الانقلاب.
وتعتبر هذه المحاكمة الأبرز من بين عشرات القضايا التي تنظرها المحاكم وتستهدف الآلاف من المتهمين بالتورط في محاولة الانقلاب، التي تتهم أنقرة أنصار فتح الله غولن، المقيم بأمريكا، بالوقوف وراءها.
وغولن (79 عاماً)، واحد من ستة متهمين يحاكَمون غيابياً. ويخضع 475 شخصاً للمحاكمة، من بينهم 365 رهن الاعتقال.
الانقلاب الفاشل: ليلة 15 يوليو 2016، شهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع تنظيم "غولن"، حاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
قوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقري البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار "أتاتورك" الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي ارتقى بسببه 251 شهيدا، وألفين و196 مصابا.