ذكر موقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن مسؤولين أمريكيين نظموا لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مكافأة لإسرائيل على اغتيال أحد الأعضاء البارزين في تنظيم القاعدة.
مكافأة اغتيال المصري: الموقع الأمريكي أشار إلى أنه حصل على معلوماته من مصادر استخباراتية، وقال إن أحدهما من إسرائيل والآخر يعمل في السعودية نيابة عن الاتحاد الأوروبي، وقد اطلع كلاهما على مجريات ما حدث، وطلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الشؤون الدبلوماسية التي يبحثها كلاهما.
وصف المصدران لقاء نتنياهو وبن سلمان بأنه مكافأة من المسؤولين الأمريكيين مقابل خدمة قُدمت إليهم: وهي اغتيال أبومحمد المصري في أغسطس/آب 2020، وهو شخصية بارزة في تنظيم القاعدة كان يعيش في إيران.
المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث مع موقع Business Insider، يقدم استشارات إلى منافس نتنياهو وشريكه في الائتلاف بيني غانتس.
وقال هذا المسؤول إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "عقد اتفاقاً مع الإسرائيليين حول اغتيال أبومحمد المصري، وكانت إسرائيل ستفعل هذا لمساعدة الأمريكيين في التخلص من أحد الإرهابيين، وفي الوقت ذاته كانت ستلفت الانتباه إلى أن رجال القاعدة هؤلاء لا يزالون في إيران".
أضاف: "كانت الخطة أن تطبع البحرين والسودان والإمارات العلاقات [مع إسرائيل]، ثم تقدم اغتيال المصري دليلاً على أن إيران تعمل مع القاعدة. وكان السعوديون سيمضون قدماً في خطوة التطبيع بجانب إعادة انتخاب ترامب، ويكون هناك نوع من المواجهة الإقليمية ضد إيران".
إلا أنه وبحسب المسؤول الإسرائيلي "ترامب خسر، ووافق السعوديون على الاجتماع ثم أعربوا عن غضبهم لتسريبه ونتنياهو اضطر للعودة إلى الوطن لمعرفته بأن السعوديين اكتفوا من ترامب".
السعودية تنتظر: في السياق ذاته، قال المسؤول إن السعوديين صاروا "لا يعتزمون اتخاذ أي خطوات إضافية حتى تصل الإدارة الجديدة، وحتى يستطيع المسؤولون [الأمريكيون الجدد] الحديث مع الدبلوماسيين السعوديين".
وعندما سُئل إذا كانت الخطة قابلة للتطبيق، ضحك المسؤول الإسرائيلي وقال: "لم تكن ستنجح قط".
كذلك ألقى المسؤول الإسرائيلي اللوم على "بومبيو ونتنياهو ومجموعة من الحمقى والدجالين الذين يعملون على جميع جوانب القضية"، وقال إن الهدف الحقيقي كان يرمي إلى إفساد العلاقات مع إيران لتضييق المجال الذي يمكن إصلاحها من خلاله عن طريق الرئيس المنتخب جو بايدن.
من جانبه، أقرّ مسؤول ثانٍ، كان مستقراً في الرياض حتى وقت قريب ويعمل لدى إحدى وكالات الاستخبارات التابعة للاتحاد الأوروبي، بأن "لقاء نتنياهو وبن سلمان كان مكافأة من الولايات المتحدة"، لكنه قال إنه "فشل في تحقيق الهدف المنشود المتمثل في اعتراف صريح بإسرائيل من جانب السعوديين".
أضاف أن الأمريكيين "كانوا مدينين للإسرائيليين بهذا اللقاء، وبكل تأكيد أراد بومبيو وكوشنر جعل السعوديين يوافقون على التسوية".
كذلك أشار المسؤول إلى أن بومبيو وجاريد كوشنر، صهر ترامب وأحد مستشاريه، بالغوا في تقدير مدى اعتزام الحكام السعوديين تعريض علاقاتهم مع إدارة بايدن القادمة للخطر، وأوضح قائلاً: "ربما قبلوا الاجتماع لمعرفتهم بأنهم سيضطرون لرفض الخطوة الأخيرة المتعلقة بالاعتراف وبأنه كان سيُسرب. الأنظمة العربية تكذب دائماً على شعوبها، لذا بقولهم إن الاجتماع لم يحدث، وحتى مع علم الجميع أنه حدث، فإن السعوديين يقولون لبقية العالم العربي والعالم الإسلامي: كان مجرد اجتماع، سوف ننكره لأنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق".
تابع المسؤول قائلاً: "ومن ثم فإنهم ينكرونه ويهيئون شعبهم للحقيقة التي تقول إن السعوديين والإسرائيليين سوف يتحدثون".