قال تقرير لصحيفة The Times البريطانية، إن وحدة قتالية من وحدات النخبة الإسرائيلية فتحت جبهة جديدة في واحدة من أهم المعارك الإثيوبية: الحرب ضد الجراد.
أضاف التقرير أن القرن الإفريقي يعاني أسوأ غزو للجراد خلال 75 عاماً، وهو ما أفقد إثيوبيا وحدها 3 ملايين فدان من المراعي والمحاصيل هذا العام، لكن الأسوأ لم يأتِ بعد.
وقد عززت الأمطار الغزيرة أعداد الحشرات بمقدار 8 آلاف ضعف، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، وتتجمع أسراب جديدة في إثيوبيا والصومال استعداداً لنوبة جديدة من نوبات جنون التهام الطعام.
يصمم يوآف مورترو، الذي اشتهر بأنه أحد أفضل قتلة الجراد في العالم، على إنقاذ أكبر قدر ممكن من الطعام، ولتحقيق ذلك سيستخدم أجهزة تشاهَد عادةً في ساحات المعارك.
لتتبُّع الأسراب الجديدة، التي يمكن أن تكون بحجم البلدات ويمكن أن تسافر أكثر من 90 ميلاً في اليوم الواحد، سيستخدم مورترو وحدته رباعية القوة والمكوَّنة من أسطول من 27 طائرة استطلاع من دون طيار، للتنبؤ بمسار الأسراب. وعندما يستقر الجراد للراحة، فإن الفريق، المجهز بأنظمة الرؤية الليلية، سينقضُّ عليه لإبادته بالمواد الكيميائية.
مورترو قال إنه في الليل بالكاد يتحركون، "وهذا هو وقتنا. سنستخدم نقطة ضعفهم لمصلحتنا في هذه المعركة ضدهم. إن الأمر أشبه بالحرب".
تدريب 300 إثيوبي: إضافة إلى تحديد مكان وإبادة أكبر عدد ممكن من الحشرات، سيدرب الفريق 300 إثيوبي على إيجاد حل عالي التقنية لآفة قديمة قدم الزمن. وقد نجت إسرائيل من طاعون الجراد عام 2013، عندما استخدم مورترو وفريقه مهاراتهم.
تجدر الإشارة إلى أن الجراد الصحراوي، صاحب الاسم العلمي Schistocerca gregaria، هو أقدم آفة مهاجرة في العالم، ويعد أكثر الآفات غدراً، بسبب شهيته النهمة. ويمكن أن يوجد في الكيلومتر المربع من الجراد ما يصل إلى 40 مليون حشرة، كل منها قادر على أكل ما يعادل وزن جسمه كل يوم: بشكل جماعي، ما يكفي من الغذاء لإطعام 35 ألف شخص.
ما كان لظهور الجراد في إثيوبيا أن يأتي في وقت أسوأ. فبحلول منتصف هذا العام، كان هناك مليون شخص بحاجة بالفعل إلى مساعدات غذائية طارئة.
وأدى اندلاع الحرب الأهلية في منطقة تيغراي بين الحكومة المحلية والنظام الوطني بقيادة آبي أحمد، رئيس الوزراء الحائز جائزة نوبل للسلام، العام الماضي، إلى زيادة الإلحاح على مهمة قتلة الجراد، حيث فرَّ آلاف من الإثيوبيين بحثاً عن الأمان.
غزو الجراد أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة في تيغراي، حيث يعمل 80% من السكان في زراعة الكفاف. ودق خبراء الأمن الغذائي ناقوس الخطر من أن الصراع المتفاقم في المنطقة، إلى جانب فقدان الغذاء بسبب الآفات، سيؤدي إلى مجاعة تُذكِّرنا بما حدث في منتصف الثمانينيات. فقد توفي ما يقرب من مليون شخص بسبب الجوع، في المرتفعات الإثيوبية، ومن ضمنها تيغراي، خلال تلك الأزمة الإنسانية، مما أدى إلى ظاهرة جمع التبرعات للإغاثة.