نفى مجلس الوزراء السوداني، الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، علمه بزيارة وفد إسرائيلي للبلاد، وفق وسائل إعلام محلية، وذلك بعد أن قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن تل أبيب أرسلت أول وفد إلى السودان بعد اتفاق البلدين في 23 أكتوبر/تشرين الأول، على اتخاذ خطوات نحو إقامة علاقات طبيعية.
موقع "سودان تربيون" نقل عن المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام فيصل محمد صالح، قوله: "مجلس الوزراء ليس لديه أي علم بزيارة وفد إسرائيلي (للسودان)"، وأضاف: "لم تنسق معنا أية جهة في الدولة بشأنها، ولا نعلم بتكوين الوفد، ولا الجهة التي دعته واستقبلته".
زيارة متأخرة: كان راديو الجيش الإسرائيلي قد قال الإثنين، إن إسرائيل أرسلت أول وفد إلى السودان، الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر تشارك في التخطيط للحوار، لـ"رويترز"، أن الزيارة كان مقرراً لها أن تتم الأسبوع الماضي، لكنها تأخرت لأسباب لوجيستية.
فيما قال مصدر لـ"رويترز"، طالباً ألا يشار إليه باسمه أو جنسيته، إن إسرائيل أرسلت أول وفد إلى السودان، الإثنين؛ لبحث التعاون الاقتصادي والإنساني المحتمل، وإن المحادثات تركزت على الكيفية التي يمكن أن تدعم بها إسرائيل الزراعة والأمن الغذائي وإمدادات المياه والرعاية الصحية في السودان.
وأضاف أن الوفد الإسرائيلي اجتمع أيضاً منفرداً، مع ممثلين للسفارة الأمريكية في الخرطوم.
جدير بالذكر أن مصادر عبرية وسودانية قالت، 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن وفداً إسرائيلياً سيزور الخرطوم، ضمن عملية التطبيع بين البلدين. وقالت هيئة البث العبرية (رسمية)، إن "وفداً إسرائيلياً سيزور الخرطوم في إطار ترسيخ عملية تطبيع العلاقات بين البلدين".
كما أضافت: "ستكون هذه الزيارة هي الأولى منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل". ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع، لم تسمّه، قوله إن "الوفد سيضم موظفين في مجالات مهنية معينة، ولن يكون سياسياً".
وأضاف أن "عدد أعضاء الوفد سيكون أقل مما كان في الوفد الذي زار الإمارات في سبتمبر/أيلول الماضي". وقال المصدر لمراسل الأناضول، مفضلاً عدم نشر اسمه، لكونه غير مخول له التصريح للإعلام، إن "وفداً إسرائيلياً سيزور السودان". وأوضح المصدر أن "الزيارة تتم بتنسيق كامل بين كل أجهزة الدولة الرسمية".
اتفاق التطبيع: يُذكر أنه في 26 أكتوبر/تشرين الأول، أقر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي، بأن ملف رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية لـ"الدول الراعية للإرهاب" مرتبط بتطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
فيما أكد وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، في تصريحات للصحفيين، في الـ29 من الشهر ذاته، أن الموافقة على التطبيع مع إسرائيل "مبدئية وشفهية"، وأن تأكيدها في اتفاق، مرتبط بموافقة البرلمان.
كان الرئيس ترامب أبلغ الكونغرس نيته رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك في اليوم نفسه الذي أعلن فيه عن موافقة الخرطوم على التطبيع مع تل أبيب.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن السودان تطبيع علاقته مع إسرائيل، ليكون بذلك البلدَ العربي الخامس الذي يوافق على تطبيع العلاقات، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
وأعلنت قوى سياسية سودانية عدة، رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.