علماء يخشون سلالات جديدة لكورونا قد تُفشل اللقاح! يراقبون 4 آلاف تحوّر للفيروس

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/22 الساعة 10:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/22 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش
مخاوف من سلالات جديدة لـ فيروس كورونا - رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية، الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن العلماء البريطانيين يراقبون نحو 4 آلاف تحور من تحورات فيروس كورونا، وسط مخاوف من نشوء سلالات جديدة، تملك قدرة أكبر على مقاومة اللقاحات والعلاجات المتوفرة حتى الآن.

لقاحات كورونا المنتظرة: تشير الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية تستثمر ملايين الجنيهات لدراسة أنواع مختلفة من الفيروس، بعد أن أوضح العلماء أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا يمكن أن تسبب في الوقت نفسه ارتفاعاً كبيراً في طفرات الفيروس وظهور سلالات جديدة.

أشار العلماء أيضاً إلى أن هذا يعد رد فعل طبيعياً، إذ يحاول فيروس كورونا مقاومة الانقراض. ويقول خبراء إن بعض التحورات التي تحاول التصدي للأجسام المضادة تنتشر بالفعل في جميع أنحاء البلاد.

من جانبها، قالت البروفيسورة شارون بيكوك، مديرة برنامج "جينوم فيروس كوفيد 19 في بريطانيا" (COG-UK)، وهي هيئة أُنشئت لتقديم تحليل جيني سريع لمسار الفيروس وتحوراته، إنه "لا غنى عن تكثيف المراقبة لتحورات الفيروس".

فسرت بيكون ذلك بقولها "لأن عديد من اللقاحات التي يجري العمل عليها تستهدف النقطة نفسها في الفيروس، وهي النتوءات الشوكية البروتينية على سطحه. وهذا البروز البروتيني، بروتين سبايك، هو جزء من الفيروس يشبه الإبرة ويمكّنه من غزو الخلايا البشرية".

بيكوك أوضحت أيضاً أن أول لقاحين مُرشحين واعدين من إنتاج شركتي "فايزر" Pfizer و"موديرنا" Moderna، يعملان عن طريق جعل خلايا في الجسم تصنع نسخة من "بروتين سبايك" ليتعرف عليها الجهاز المناعي. 

العالم ينتظر لقاح فيروس كورونا وسط مخاوف من العلماء بظهور سلالات جديدة للفيروس – رويترز

كما أشارت إلى أنه "بمجرد البدء في استخدام اللقاحات على عموم السكان، فإن ذلك سيشكل حافزاً تطورياً، وضغطاً انتقائياً هائلاً على الفيروسات، فالفيروسات ستبذل جهدها للنجاة من تأثير اللقاحات، لأن هذا هو جوهر التطور".

تحورات فيروس كورونا: يُذكر أن فريق بيكوك اضطلع بتتبع التسلسل الجيني لأكثر من 100 ألف عينة من فيروس كورونا، وهو ما يقرب من نصف العدد الذي تم جمعه في جميع أنحاء العالم منذ بدء الوباء. 

وفي السابق، كانت أكبر مجموعة بيانات تعقبت فيروساً خلال تفشيه هي تتبع لنحو 1500 جينوم من تفشي فيروس الإيبولا.

من جهة أخرى، يعتقد العلماء أنه منذ ظهور فيروس كورونا في مدينة ووهان بالصين قبل عام، حدثت عشرات الآلاف من التحورات في الفيروس على مستوى العالم.

إذ مثله مثل الفيروسات المسببة للحصبة والإنفلونزا، يتكون الكود الجيني لـ فيروس كورونا المستجد من "الحمض النووي الريبوزي" (RNA)، وهو أكثر عرضة للطفرات من "الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين" (DNA). 

فيما قالت بيكوك إن الغالبية العظمى من تلك التحورات غير ضارة، حتى إن "قلة" منها مفيدة للبشر. كما أن معظم الطفرات اختفت خلال الجائحة بالسرعة نفسها التي ظهرت بها.

تهديد للقاحات كورونا: ومع ذلك، فإن بيكوك وفريقها قلقون على وجه الخصوص بشأن التحوّرات الحادثة في "بروتين سبايك"، فأي تغيير يلحق بهذه "النتوءات البروتينية" يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية عمل اللقاحات وفاعليتها.

وقالت بيكوك إن الإجراء الحاسم في الأمر هو ما سيسعى إليه العلماء من دراسة عينات من الأشخاص الذين تلقوا التطعيم، لكنهم ما زالوا مصابين، وذلك لمعرفة كيف يتطور الفيروس.

يُعد لقاح فايزر أحد لقاحات فيروس كورونا التي يعول عليها العالم – رويترز

ويعد التحور الأبرز في فيروس كورونا الذي يثير القلق في بريطانيا وغيرها هو التحور المعروف باسم N439K، وهو الذي ظهر في اسكتلندا في مارس/آذار الماضي، وأصاب ما لا يقل عن 500 شخص، غير أن الطفرة اختفت خلال الإغلاق الوطني الأول.

غير أن بيكوك تقول إن الطفرة N439K عادت بعد ذلك لتظهر في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة، وقد وجد العلماء أن هذه الطفرة لديها القدرة على مقاومة الأجسام المضادة أحادية النسيلة، وهي البروتينات التي تصنع في المختبر، وتعمل مثل الأجسام المضادة المصنوعة في الجهاز المناعي، ويفسر اكتشافها جزئياً السبب وراء اعتماد كبرى شركات الأدوية في العالم على مركّب من الأجسام المضادة كاستراتيجية لإنتاج لقاحاتها المنتظرة.

على هذا الأساس، قدّمت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية لبرنامج "جينوم كوفيد 19 في بريطانيا" (COG-UK) تمويلاً إضافياً قدره 12 مليون جنيه إسترليني (نحو 16 مليون دولار) هذا الشهر، بالإضافة إلى 20 مليون جنيه إسترليني (نحو 26.5 مليون دولار) أخرى عند إطلاقها في مارس/آذار. 

ولمزيد من الرصد والتتبع لتحورات فيروس كورونا، يعمل باحثون في معهد "ويلكوم سانجر" لمساعدة المسؤولين على اكتشاف حالات تفشي المرض وسبل التعامل معها. 

في هذا السياق، يوضح البروفيسور السير مايك ستراتون، مدير معهد ويلكوم سانجر، الهدف من البرنامج بالقول: "مهمتنا هي بناء نظام وطني بريطاني لمراقبة التسلسل الجيني والتحورات الجينية الخاصة بفيروس كوفيد 19 أولاً بأول. والاعتماد على علم الجينوم لمراقبة الفيروس مباشرة سيُساعد سلطات الصحة العامة على اكتشاف حالات التفشي المحلية والتعامل معها على نحو أسرع، كما يوضح لنا كيفية استجابة الفيروس مع تقديم لقاحات جديدة لمواجهته".

تحميل المزيد