كثَّفَ نشطاء وجماعاتٌ حقوقية دعواتهم لمقاطعة قمة مجموعة العشرين التي انطلقت السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في المملكة السعودية، وطالبوا بالإفراج عن النشطاء المسجونين.
تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني أشار الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى أن القمة، التي تُعقَد افتراضياً على الإنترنت في ظلِّ تفشي جائحة فيروس كورونا المُستجَد، اجتماعٌ سنوي لأكبر 20 اقتصاداً في العالم.
رغم أن دولةً مختلفة من بين دول مجموعة العشرين تستضيف الاجتماع كلَّ عام، تقود المملكة السعودية هذا التجمُّع العالمي لعام 2020 يومي السبت والأحد، مِمَّا أثار استياء المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
في إشارةٍ إلى قضايا غياب المساءلة عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 وتمزيق جسده، وأيضاً إلى استمرار سجن النشطاء في المملكة، أطلقت الجماعات الحقوقية حملاتٍ قوية تدعو المجتمع الدولي إلى محاسبة المملكة.
إعلانات في صحف عالمية: نشرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومقرها المملكة المتحدة، الجمعة قبل يوم من انطلاق قمة مجموعة العشرين، مع عائلات ثلاث ناشطات بمجال حقوق المرأة مسجونات في المملكة، إعلاناتٍ على صفحةٍ كاملة لكلٍّ منها في بعض الصحف الرائدة بالعالم، وضمن ذلك صحيفة Washington Post الأمريكية، وLA Times الأمريكية، وThe Guardian البريطانية، وSueddeutsche Zeitung الألمانية، وStar الكندية.
قالت المنظمة في بيانٍ سلَّط الضوء على الحملة الإعلانية: "بينما تستضيف المملكة السعودية قمة مجموعة العشرين، فإنها في نفاقٍ صارخ تواصل احتجاز الباحثين والنشطاء -رجالاً ونساءً- وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية".
كما قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن "القمة يحضرها زعماء دول مجموعة العشرين في جميع أنحاء العالم، وضمن ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا وإيطاليا، وهي دولٌ تفخر بدعمها لحقوق الإنسان"، داعيةً السعودية إلى الإفراج عن جميع السجناء السياسيين. وأضافت: "هذا نفاقٌ من الدرجة الأولى ولا يتوافق مع القوانين والأخلاق".
للتذكير بوضع حقوق الإنسان في السعودية: تضمَّنت عديد من الإعلانات صوراً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يلتقي الزعيم السعودي الفعلي، وليّ العهد محمد بن سلمان، وسلَّطت الضوء على حظر المملكة لمنظمات حقوق الإنسان المستقلة.
يقول أحد الإعلانات: "قاطِعوا قمةمجموعة العشرين! أوقِفوا القمع! وليُّ العهد محمد بن سلمان يستخدم مجموعة العشرين لغسل جرائمه".
كما شدَّدوا على سجل المملكة السعودية في عمليات القتل خارج نطاق القضاء، واحتجاز المدافعين عن حقوق المرأة والصحفيين، والإعدامات التي أقرَّتها المملكة، والتي بلغت 178 حالة في عام 2019.
فيما أصدرت شراكة حرية الصحافة في Washington Post، إلى جانب منظمة "مراسلون بلا حدود"، إعلاناً على صفحةٍ كاملة بصحيفة Washington Post هذا الشهر، يدعو إلى إطلاق سراح الصحفيين والنشطاء المسجونين في المملكة السعودية.
جاء في الإعلان: "يجب على أعضاء قمة مجموعة العشرين التحرُّك دون تأجيل للحصول على تحسيناتٍ ملموسة لحرية الصحافة في المملكة السعودية".
حملات على وسائل التواصل الاجتماعي: من جهتها، أطلقت منظمة "مراسلون بلا حدود" حملةً على وسائل التواصل الاجتماعي تسعى إلى ملء هاشتاغ #G20SaudiArabia برسائل انتقادية مُوجَّهة للمملكة.
إذ تحتل المملكة السعودية المرتبة الـ170 من أصل 180 دولة، في مؤشِّر حرية الصحافة لعام 2020 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود".
قالت المنظمة إن "المملكة السعودية واحدةٌ من أكثر الدول التي تسجن الصحفيين في العالم". وواصلت إدانة "الإفلات المستمر من العقاب" للمسؤولين المُتورِّطين في قتل وتمزيق جسد خاشقجي بقنصلية المملكة السعودية في إسطنبول قبل عامين.
كما دَعَتَ منظمة هيومان رايتس ووتش أيضاً المجتمع الدولي إلى الضغط على المملكة السعودية لإطلاق سراح السجناء السياسيين و"لإجراء محاسبة على الانتهاكات الماضية"، قبيل قمة مجموعة العشرين، وشجَّعَت المنظمة مستخدمي الشبكات الاجتماعية على نشر هذه المطالبات على هاشتاغ #G20SaudiArabia.
انطلاق القمة في السعودية: تتصدر جائحة "كورونا" جدول أعمال قمة مجموعة العشرين التي انطلقت فعالياتها افتراضياً، السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتمتد أعمالها للغد.
قبيل انطلاق القمة وجَّه قادة دولٍ كلماتٍ مصورة نشرها موقع "قمة العشرين" على تويتر، تحدثوا فيها عن ضرورة تضافر الجهود لمواجهة وباء كورونا.
إذ قال العاهل السعودي الملك سلمان في كلمته الافتتاحية لقادة مجموعة العشرين، السبت، إنه ينبغي لهم العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول للقاحات بشكل عادل وبتكلفة ميسورة، لتوفيرها للشعوب كافة، إلى جانب أدوات أخرى لمحاربة جائحة كوفيد-19.
لدى افتتاحه اجتماع قادة الاقتصادات العشرين الأكبر في العالم، قال: "نستبشر بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفيروس كورونا، إلا أن علينا العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول إليها بشكل عادل وبتكلفة ميسورة، لتوفيرها للشعوب كافة".