انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تجاهل دول مجموعة العشرين التعذيب والمجازر التي يرتكبها النظام السعودي، في إشارة إلى مشاركتها في القمة المزمع عقدها بالرياض عبر تقنية الـ"فيديو كونفرانس".
كذلك أفادت الصحيفة في مقال افتتاحي، الأربعاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بأن النظام السعودي أنفق ملايين الدولارات لتحسين صورته التي تضررت بفعل المجازر في اليمن وقمعه العنيف للمعارضة خلال العامين الماضيين.
الزعيم الفعلي للمملكة: ووصفت وليَّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، بأنه "الزعيم الفعلي للمملكة"، مشيرة إلى أن ذروة جهود بن سلمان لاستعادة الصورة ستكون قمة مجموعة العشرين التي ستُعقد في الرياض نهاية الأسبوع الجاري.
كما أشارت إلى إسكات النظام السعودي للعديد من المعارضين بشتى الوسائل، وفي مقدمتهم الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل أكثر من عامين.
وأضافت: "ينبغي لقادة دول مجموعة العشرين، لا سيما الديمقراطية منها، ألا يسمحوا للسعودية، في جو يتواصل فيه الاستبداد، برئاسة مجموعة العشرين أو استضافة القمة".
الصحيفة أوضحت أن التزام قادة مجموعة العشرين الصمت حيال النشطاء المعتقلين، فضلاً عن مشاركتهم في قمة الرياض، سيكون عاراً كبيراً عليهم.
كما أكدت ضرورة مطالبة قادة العشرين النظام السعودي بالإفراج عن الناشطة لُجين الهذلول التي اختُطفت في الإمارات وسُلمت للسعودية.
المعتقلات النساء: في حين أصبحت لجين الهذلول (31 عاماً)، رمزاً للنضال من أجل حقوق النساء السعوديات في قيادة السيارة وإنهاء وصاية الرجل على المرأة.
في المقابل أُوقفت الهذلول مع نحو 10 ناشطات في مايو/أيار2018، قبل أسابيع قليلة من منح المرأة حق قيادة السيارات في السعودية.
في سياق متصل طالبت منظمة العفو الدولية، الخميس، القادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في السعودية، بزيادة الضغط على الرياض من أجل ضمان حقوق المرأة بالمملكة.
جاء ذلك في تصريح أدلت به لـ"الأناضول" مسؤولة حملات المنظمة في تركيا، دملا أوغانطاش، قبل أيام من قمة العشرين المقرر انعقادها في الـ21 والـ22 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
من ناحية أخرى دعت المنظمة المشاركين في القمة إلى طرح قضية المدافعين عن حقوق المرأة بالسعودية. واعتبرت أن عقد القمة في المملكة العام الحالي "فرصة مهمة من أجل لفت الأنظار إلى وضع المدافعين عن حقوق المرأة هناك".
وأضافت أنه "يجب زيادة الضغط الدولي من أجل ضمان حقوق المرأة، ولكن السلطات السعودية تغطي انتهاكات حقوق إنسان كبيرة عقب تغيرات طفيفة".
ملف حقوق الإنسان: وفي مقابلة مع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2020، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن القيادة السعودية "تعمل باستمرار على تحسين حالة حقوق الإنسان" في المملكة.
ورداً على سؤال بشأن الاحتجاز المستمر للناشطة الحقوقية لجين الهذلول والعديد من النساء الأخريات، قال بن فرحان إنهن "لسن محتجزات بسبب أي نشاط لحقوق الإنسان أو أنشطة متعلقة بتحرير المرأة أو ما شابه ذلك؛ فهن متهمات بارتكاب جرائم خطيرة بموجب قوانيننا (لم يذكرها)".
فيما شدد على أن "الجميع متساوون أمام القانون في المملكة، وإذا خالفوا القانون يخضعون لمبادئه"، و"المحاكم لدينا محاكم مستقلة، وعليها الفصل في تلك الاتهامات".