أعلنت الحكومة المغربية، الأربعاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أنه قام بإنشاء ساتر ترابي في منطقة الكركرات العازلة أقصى جنوب إقليم الصحراء على الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا، وذلك في وقت تشهد فيه الأوضاع توتراً مع جبهة البوليساريو.
بحسب ما نشرته وكالة رويترز، فإن المملكة انتهت من مدّ جدار رملي وصولاً إلى الحدود مع موريتانيا، وفق رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني.
الهدف من الجدار: وأوضح العثماني أن هذا الجدار يهدف إلى "التأمين النهائي لحركة مرور المدنيين والتجارة في طريق الكركرات"، وفق ما قال، الأربعاء، في حوار مع وكالة رويترز شاركه على صفحته في تويتر وموقع حزبه.
تأتي هذه التحركات بعدما أعلنت، الجمعة، جبهة البوليساريو "حالة الحرب" بعد ثلاثين عاماً من وقف إطلاق النار، وذلك رداً على عملية عسكرية مغربية في الكركرات تهدف إلى استئناف الحركة المرورية بعدما قطعها عناصر من الجبهة المطالبة باستقلال الصحراء الغربية.
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية وجود آليات تعمل على طول الطريق الرملي الممتد إلى الحدود، في حين تنقلت شاحنات ثقيلة في الاتجاهين.
يذكر أن هذا الطريق أساسي في التجارة مع إفريقيا الغربية، لا سيما لنقل الخضراوات والغلال المغربية.
تطورات الأوضاع في إقليم الصحراء: ويقع معبر الكركرات في منطقة عازلة منزوعة السلاح تخضع لمراقبة الأمم المتحدة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.
ووصف المغرب قطع الطريق من قبل أنصار البوليساريو بدعم من مقاتلين مسلحين بأنه انتهاك لوقف إطلاق النار، بينما قالت جبهة البوليساريو إن دخول الجيش المغربي إلى المنطقة العازلة قوض وقف إطلاق النار بشكل تام.
من جانبه، أكد العثماني أن الجيش المغربي تلقى أوامر بالرد على الهجمات. وقال "إلى حدود الساعة ليس هناك (بشكل عام) شيء يستدعي القلق على طول الجدار العازل وفي الصحراء المغربية".
يذكر أن جبهة البوليساريو تسعى إلى استقلال الصحراء عن المغرب الذي سيطر على المنطقة الصحراوية الشاسعة منذ انسحاب إسبانيا عام 1975 ويعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيه.
كما قالت الرباط إن أقصى ما يمكن أن تقدمه كحل سياسي للنزاع هو الحكم الذاتي. وترفض جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر ذلك، وتقولان إنهما تريدان إجراء استفتاء على أن يكون استقلال الصحراء الغربية أحد الخيارات.