أعلن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، الأربعاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عن اعتزامهم الحصول على 1 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) كدفعة أولى من شركة "فايزر" الأمريكية، وذلك خلال ديسمبر/كانون الأول المقبل، في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة انتشار الفيروس في الشهرين الأخيرين.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير، أمام لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، مساء الأربعاء، حيث كان يجيب على أسئلة النواب أثناء مناقشة ميزانية وزارة الصحة للعام 2021.
أوضح الوزير في تصريحاته أن "المليون جرعة هذه ستكون بمثابة دفعة أولية، سيتم الحصول عليها منتصف ديسمبر، على أن تزيد الكمية بشكل تدريجي خلال الشهر التالي، يناير/كانون الثاني 2021؛ حتى تصل لـ25 مليون جرعة".
كما أعلن الوزير عن إمكانية شراء 10 ملايين جرعة لقاح من الصين، في شهر ديسمبر أيضاً، مشيراً إلى أن اللقاح المحلي سيصبح جاهزاً خلال شهر نيسان/أبريل القادم.
وأشار قوجة إلى عزم وزارته توظيف 12 ألف موظف بعقود خلال الأشهر القادمة، بالتزامن مع الاحتياجات التي يسجلها القطاع الصحي، في ظل استمرار فيروس كورونا.
يشار إلى أن شركة "فايزر" الأمريكية لتصنيع الأدوية أعلنت، الأسبوع الماضي، التوصل إلى لقاح للفيروس بالتعاون مع شركة "بيونتيك" الألمانية بنسبة فعالية تصل إلى 90%.
إجراءات للحد من الانتشار: يأتي ذلك في الوقت الذي تدخل فيه تركيا منذ الجمعة إجراءات وتدابير جديدة للحد من تفشي وباء فيروس كورونا.
حيث كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، عن سلسلة من الإجراءات تشمل فرض حظر تجول نهاية الأسبوع في عموم تركيا، من الساعة الثامنة مساء إلى العاشرة من صباح اليوم التالي.
أكد أردوغان أن ساعات عمل مراكز التسوق والمحال التجارية والمطاعم وصالونات الحلاقة ستكون بين 10 صباحاً و8 مساءً فقط، فيما سيتم تعليق أنشطة الملاعب الشعبية، وستتواصل كافة المنافسات الرياضية دون جماهير.
كما لفت إلى أن حظر التجول الجزئي المفروض على المسنين فوق 65 عاماً، سيشمل الشباب دون الـ20، باستثناء العاملين منهم. وأوضح أن دور السينما ستظل مغلقة حتى نهاية العام، فيما ستقدم المطاعم والمقاهي خدمة الطلبات الخارجية فقط.
حصيلة مرتفعة: إجراءات الحكومة التركية الجديدة جاءت بعد ارتفاع يومي للإصابة بفيروس كورونا، إذ شهد الأربعاء رصد 4215 إصابة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 425 ألفاً و628.
كما أظهرت معطيات وزارة الصحة تسجيل 116 وفاة بكورونا، لتصل الحصيلة 11 ألفاً و820، فيما أجرت البلاد 158 ألفاً و811 اختباراً للكشف عن الفيروس، ليبلغ الإجمالي 16 مليوناً و623 ألفاً و489.
لقاح مشترك للبشرية: وقد سبق أن أكد أردوغان ضرورة توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا للبشرية جمعاء، وعدم السماح للشركات باستغلاله لجني الأرباح فقط، وذلك في كلمة له خلال مراسم افتتاح مدينة "إسماعيل فهمي جمعة لي أوغلو" الطبية بولاية تكيرداغ شمال غربي البلاد، الجمعة.
وقال إنه "يجب أن يكون لقاح كورونا ملكاً مشتركاً للبشرية جمعاء وألا يتم التضحية به لأجل طموح الشركات بالأرباح". وأضاف أن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة يتابع أعمال إيجاد لقاح للفيروس في دول كالصين وروسيا وألمانيا وبريطانيا وغيرها.
كما شدد على أنه من المخزي أن يتم وضع حسابات الأرباح في مسألة عصفت بالعالم وتهم حياة الملايين، في الوقت الذي هلت فيه البشائر حول إنتاج لقاح مضاد لكورونا. وأكد ضرورة حصول كافة الدول الغنية والفقيرة على اللقاح.
فيما أشار إلى أنه من واجبات الدولة أن تقف بجانب مواطنيها وقت الشدائد، وبيّن أن الوباء أتاح لكافة دول العالم بما فيها المتقدمة فرصة لاختبار قدراتها الحقيقية، ولفت إلى أن العالم واجه مشاكل خطيرة فيما يتعلق بالإنتاج من حيث الكمامات وأجهزة التنفس، والمواد الاستهلاكية لموظفي قطاع الرعاية الصحية، والأدوية.