قال جين كانرونغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "رنمن" ببكين، إن الجيش الصيني استعمل أسلحة موجات الميكرويف لإجبار القوات الهندية على الانسحاب في مواجهة دامت أشهراً في الهيمالايا، إذ حولت قوات الصين قمتين استراتيجيتين احتلهما الجنود الهنود "إلى فرن ميكرويف"، ما أجبر القوات الهندية على التراجع وسمح للصين بالسيطرة على تلك القمتين دون الحاجة إلى تبادل إطلاق النيران.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، فإن كانرونغ صرح في محاضرة ألقاها، بأن جيش التحرير الشعبي سيطر "بطريقة جميلة" على المنطقة دون اختراق قاعدة عدم إطلاق الرصاص الحي التي تحكم قواعد الاشتباك في المواجهة بين القوتين الآسيويتين.
"طريقة جميلة"
تركز أسلحة الميكرويف نبضات كهرومغناطيسية عالية التردد على الأهداف، وتسبب عدم الارتياح والألم عن طريق تسخين الأنسجة البشرية الموجودة في طريقها.
يقول جين: "لم نرغب في الإعلان عن الأمر لأننا حللنا المشكلة بطريقة جميلة. ولم ترغب الهند في الإعلان عن الأمر لأنها خسرت خسارة مزرية".
يضيف أن القوات الصينية أطلقت السلاح من سفح التل و"حولت القمم العالية إلى فرن ميكرويف".
قبل أن يكمل: "في 15 دقيقة، من يحتلون قمتي التلتين بدأوا كلهم في التقيؤ. ولم يمكنهم الوقوف، لذا فروا. وهكذا أعدنا السيطرة على المنطقة".
نزاع منذ أمد طويل
منذ إبريل/نيسان، علق الجانبان في نزاعٍ حدودي في منطقة لاداخ، نتج عنه صراعٌ بالأيدي في وادي نهر غالوان في يونيو/حزيران أسفر عن مقتل 20 جندياً هندياً، وعدد مجهول من الجنود الصينيين.
والبلدان بينهما نزاعٌ منذ أمد طويل على الحدود. وهذه المرة، اتهمت بكين ودلهي بعضهما البعض بالتغول على منطقة الأخرى.
رغم عقد جولات محادثات على مستوى رفيع، لم يظهر الجيشان أي علامة على الانسحاب، لكنهما يسعيان إلى تقوية موقفهما، ويلتزمان بقاعدة عدم إطلاق الرصاص الحي لتفادي تصعيد عسكري يتسبب في تكرار الحرب الصينية الهندية في 1962.
أسلحة غير تقليدية
بدأت أسلحة الميكرويف في جذب الانتباه في الأعوام الماضية، إذ أجرت الولايات المتحدة أبحاثاً على أسلحة تردد الراديو أو النبضات الكهرومغناطيسية.
تستعمل الأسلحة إشعاعات كهرومغناطيسية عالية الطاقة في مهاجمة الأهداف، من أجل تدمير الإلكترونيات وأنظمة توجيه الصواريخ أو إيذاء البشر. وربما تكون هذه الواقعة أول استعمال لأسلحة الميكرويف ضد جنود الأعداء.
وقد نشرت الولايات المتحدة سلاح ميكرويف مثبتاً على مركبة، يُدعى نظام المنع النشط، في أفغانستان قبل عشرة أعوام، لكنها سحبته دون استعماله في القتال حسبما يُزعم.
ليست المرة الأولى
يشتبه في أن أسلحة الميكرويف تم استعمالها في هجوم على دبلوماسيين أمريكيين وعائلاتهم في مدينة غوانغشو جنوبي الصين، في 2018.
وربما تكون أسلحة الميكرويف هي التي تسببت في الأعراض التي ظهرت على الدبلوماسيين الأمريكيين والكنديين في هافانا منذ عام 2016.
في محاضرته، قال جين إن الهند شنت هجوماً مفاجئاً في 29 أغسطس/آب، نشرت فيه فريقاً من جنود من التبت، المعروفين بمهارتهم في تسلق الجبال، للسيطرة على قمتين حيويتين مطلتين على الضفة الجنوبية لبحيرة بانغونغ تسو.
وأكمل الباحث: "في ذلك الوقت، كانت قيادة الساحة الغربية من جيش التحرير الشعبي تتعرض لضغطٍ هائل. وهاتان التلتان كانتا بالغتي الأهمية، لكننا فقدناهما".
"وأثار ذلك غضب اللجنة العسكرية المركزية بشدة. وقالوا: كيف تكونون مهملين لدرجة تسمح للهند بالسيطرة على التلتين؟ لذا صدرت الأوامر باستعادتهما، لكن دون إطلاق رصاصة حية واحدة".
وأضاف الأستاذ أنه كان من المستحيل تقريباً على الجنود الصينيين، وأغلبهم من السهول المنخفضة، شن قتال على ارتفاع 5600 متر. "بصراحة، أجسادهم لم تكن لتتحمل ثم واتتهم الفكرة العبقرية وهي استعمال أسلحة الميكرويف".
أغلب من تعرضوا لإشعاع الميكرويف قالوا إنه تسبب في اضطراب هائل، لكنه لم يترك أي أعراض مرضية دائمة. لكن بعض الدراسات تشير إلى أن التعرض طويل المدى لهذه الموجات قد يسبب السرطان.