رحّب مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الإثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بـ"الأنباء المشجعة" حول التوصل إلى لقاحات مضادة لكورونا، لكنه أكد وجوب "عدم التراخي"، فيما وصف مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية إعلان شركة موديرنا لفاعلية لقاحها بـ 95% بالنتيجة الرائعة.
آمال لهزيمة الفيروس: غيبريسوس، وفي مؤتمر صحفي، أشار إلى "أن كورونا فيروس خطير يمكنه مهاجمة كل أنظمة الجسم، وأن الدول التي تدع الفيروس يتفشى بحرية تلعب بالنار"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تصريح مدير منظمة الصحة أتى بعد إعلان شركة "موديرنا" الأمريكية عن لقاحها التجريبي ضد فيروس كورونا، والذي تقول الشركة إنه أظهر فاعليته بنسبة تقارب 95%، بحسب نتائج مبكرة لاختبار سريري على أكثر من 30 ألف مشارك.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ"موديرنا"، ستيفان بانسيل: "إنها لحظة حاسمة في تطوير لقاحنا ضد كوفيد-19″، مضيفاً: "أعطانا هذا التحليل المرحلي الإيجابي للمرحلة الثالثة من تجربتنا المؤشرات السريرية الأولى بأن لقاحنا قادر على منع الإصابة بمرض كوفيد-19، بما في ذلك المرض الشديد".
"نتيجة رائعة": في سياق متصل، رحّب مدير المعهد الأمريكي للأمراض المُعدية، الطبيب أنطوني فاوتشي، الإثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بإعلان شركة "موديرنا" الأمريكية أنّ لقاحها فعّال بنسبة تقارب 95% في مكافحة الفيروس.
فاوتشي، وهو عضو الخلية الرئاسية لمكافحة فيروس كورونا، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ "فكرة امتلاكنا لقاحاً فعّالاً بنسبة 94,5% رائعة بشكل مذهل"، مضيفاً أن "هذه نتيجة مذهلة حقاً، لا أعتقد أنّ أحداً كان يتوقّع أن تكون جيّدة إلى هذا الحدّ".
وفقاً لفاوتشي أيضاً، فإنّ "كثيرين من الناس كانت لديهم تحفّظات" على هذه التكنولوجيا "التي لم تكن قد اختبرت بعد وأثبتت فعاليتها"، مشيراً إلى أنّ "البعض حتى انتقدونا على ذلك".
ويدير فاوتشي المعهد الأمريكي للأمراض المُعدية، الذي انكبّ على تطوير لقاح لكوفيد-19 منذ كانون الثاني/يناير 2020 حين نشرت السلطات الصينية التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد.
التحديات لم تنتهِ: وكان تحالف شركتي فايزر الأمريكية وبايونتيك الألمانية أعلن، الأسبوع الماضي، أنّ لقاحه التجريبي المضادّ لكوفيد-19، والذي يستند إلى نفس التكنولوجيا، أثبت فعالية بنسبة 90% في منع الإصابة بالفيروس الفتّاك.
إذ تؤكّد هاتان النتيجتان، في نظر فاوتشي، سلامة هذه التكنولوجيا، لأنّ "البيانات تتحدّث عن نفسها بنفسها"، وقال: "أعتقد أنّه عندما يكون لديك لقاحان مثل هذين اللقاحين اللذين أثبتا فعاليتهما بنسبة تزيد على 90%" لا تعود التكنولوجيا مضطرّة لأن تقدّم مزيداً من الإثباتات".
غير أنّ فاوتشي حذّر من أنّه "لا يزال هناك طريق طويل أمامنا لنقطعه"، مشيراً بالخصوص إلى الصعوبات اللوجستية التي تعترض عملية نقل جرعات اللقاح، ومبدياً قلقه العميق من الثقافة المناهضة للقاحات التي تسود في أوساط شريحة واسعة من الأمريكيين.
إذ قال في هذا السياق: "هناك شعور واسع مناهض للقاحات في هذا البلد. يجب أن نكون قادرين على التغلب عليه وإقناع الناس بالتطعيم إذ لا نفع لأي لقاح عالي الفعالية إذا لم يتم تطعيم أحد به".
تكنولوجيا الحمض النووي: يرتكز لقاح "موديرنا" على تكنولوجيا حديثة، تقوم على إدخال تعليمات وراثية إلى الخلايا البشرية، لتحفيزها على إنتاج بروتين مطابق لبروتين فيروس كوفيد-19، وإحداث استجابة مناعية ضدّ هذا البروتين.
يُتوقع من لقاح موديرنا، المبني على تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA، التي تُشبه تلك المُستخدمة في لقاح شركة BioNTech، أن يخضع لتقييم إدارة الغذاء والدواء، في تحليل أخير يجري على 151 حالة مصابة بكوفيد من بين المشاركين في التجارب، وستجري متابعتهم لأكثر من شهرين في المتوسط.
أما في حال ظلت النتائج مبهرة كما هي في التجارب، فيمكن أن يتفوق لقاح موديرنا على نظيره في شركة فايزر.
وفي حين يتطلب لقاح فايزر حفظه في درجة حرارة متجمدة تتراوح بين -70 و-80 درجة سيلزيوس من لحظة خروجه من مرفق الإنتاج، وحتى وصوله إلى المريض، قالت موديرنا إنها حسّنت العمر الافتراضي للقاحها واستقراره.
هذه النتيجة تعني إمكانية تخزينه في درجة حرارة أجهزة التبريد العادية التي تتراوح بين 2 و8 درجات سيلزيوس لمدة 30 يوماً، ويمكن تخزينه ستة أشهر في درجة حرارة -20 سيلزيوس لأغراض الشحن والتخزين طويل المدى، بحسب ما أوردته الشركة.