قال وزير المالية والبنك المركزي في إسرائيل، الإثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن إسرائيل والاتحاد الأوروبي أطلقا محادثات لتعميق التعاون الاقتصادي، وناقشا إمكانية إيجاد ممر تجاري جديد بين شرق المتوسط ودول الخليج.
فكرة إنشاء "سكة حديد السلام في المنطقة"، والتي ستدعم اقتصادات إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية والسعودية ودول خليجية أخرى، ظهرت خلال مناقشات سنوية ركزت أيضاً على تأثير أزمة فيروس كورونا.
بنك إسرائيل المركزي قال إنَّ خط السكك الحديدية الجديد سيكون طريقاً أقصر وأسرع وأقل تكلفة وأكثر أماناً، للربط بين الشرق والغرب بدلاً من طرق التجارة الحالية. ولم يعطِ مزيداً من التفاصيل فيما يتعلق بجدوى مثل هذا المشروع.
جاءت المناقشة بعد أن وقَّعت إسرائيل في الآونة الأخيرة، اتفاقين لتطبيع العلاقات مع دولة الإمارات العربية والبحرين.
حرمان قناة السويس من بترول الخليج: قبل الحديث عن السكك الحديدية وعقب تطبيعها مع الإمارات، بدأت إسرائيل تنظر إلى مكاسب أكبر، بعضها يتعلق بإعادة تموضع على المستويين الاقتصادي والإستراتيجي في المنطقة.
فقد كشفت أوساط إسرائيلية، أن اتفاق السلام مع الإمارات يشمل إعادة تنشيط خط النفط "إيلات-عسقلان"، ليسيطر على عملية نقل النفط من الخليج لأوروبا، ويخفف الضغط على مضيق هرمز وقناة السويس، ويتسبب بخسائر إيرانية ومصرية.
تعوِّل إسرائيل كثيراً على هذا الخط الناقل الجديد للنفط "إيلات-عسقلان"، لأنه قد يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ويعيد للأذهان العلاقات النفطية الإيرانية الإسرائيلية بين منتصف الخمسينيات والسبعينيات، حين شكلت إيران الشاه بئر النفط الذي لا ينضب لإسرائيل.
تم افتتاح هذا الخط عملياً عقب أزمة الطاقة عام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر، وقرار الاتحاد السوفييتي وقف تزويد إسرائيل بالنفط؛ مما دفعها إلى البحث العاجل عن مصادر نفطية جديدة، حينها تم مد أنبوب بطول 254 كم بين ميناءي إيلات وعسقلان، ونشأ اتصال بري بين البحرين الأحمر والمتوسط، يستفيد من الموقع الإستراتيجي لإسرائيل عند تقاطع القارات الثلاث، الواصلة بين طرق التجارة البحرية الدولية لإفريقيا والشرق الأقصى وأوروبا.
ويحمل مشروع خط النقل النفطي الجديد العديد من المؤشرات اللافتة للتطبيع الخليجي الإسرائيلي، ويفتح أمام إسرائيل شراكة إستراتيجية، وفرصاً غير مسبوقة، ومنها تقصير مدة نقل النفط من السعودية ودول الخليج في طريقه لأوروبا والغرب، والانفتاح على إسرائيل ودول الخليج كمصدر لاستيراد النفط وتخزينه، وسيجعل إسرائيل ملجأ آمناً للدول المطبِّعة معها، لأنها ستكون أقل ضعفاً أمام إيران لتراجع اعتمادها الكبير على مضيق هرمز، المتأثر بالتوتر الخليجي الإيراني، واستمرار حرب اليمن، والصراع الأمريكي الإيراني في الخليج.