في مذكراته القادمة التي تحمل اسم الأرض الموعودة يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يعترف بأن أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة يستخدمون الاتهامات بمعاداة السامية لخنق الانتقاد لسياسات الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وفقاً لمقتطفات نشرتها مجلة Jewish Insider، كتب أوباما أن السياسيين الأمريكيين الذين "انتقدوا سياسة إسرائيل بصوت عالٍ للغاية خاطروا بأن يُصنفوا على أنهم "معادون لإسرائيل" (وربما معادون للسامية) و[واجهوا] خصماً ممولاً بشكل جيد في الانتخابات التالية".
يصف الرئيس الأمريكي السابق في المذكرات التحديات في علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذكرت المجلة أن أوباما اتهم الزعيم الإسرائيلي بأن لديه "رؤية لنفسه باعتباره المدافع الرئيسي عن الشعب اليهودي" والتي "سمحت له بتبرير أي شيء تقريباً من شأنه أن يبقيه في السلطة".
كما هاجم أوباما أيضاً اللوبي القوي المؤيد لإسرائيل، وهي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، قائلاً إن الجماعة تحركت إلى اليمين أيديولوجياً لتعكس أفعال حكومة نتنياهو ودافعت عن إسرائيل حتى عندما "تعارضت أفعالها مع السياسة الأمريكية". وكشف أوباما أيضاً أنه واجه معارضة من حزبه عندما انتقد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي.
أوباما كتب أنه في حين أن الجمهوريين في الكونغرس ببساطة لا يهتمون بحقوق الفلسطينيين، فإن نظراءهم الديمقراطيين كانوا "قلقين" بشأن إغضاب "أيباك" وفقدان دعمه. ويضيف أوباما أن الضغط المؤيد لإسرائيل على إدارته تم "بتدبير" من نتنياهو لتذكير الرئيس الأمريكي بأن "الخلافات السياسية الطبيعية مع رئيس وزراء إسرائيلي لها تكلفة سياسية داخلية".
خلال فترتي ولايته في البيت الأبيض، زاد أوباما من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل على الرغم من إدانته شفهياً لسياسات حكومة نتنياهو، بما في ذلك النشاط الاستيطاني، وفق موقع Middle East Eye البريطاني.
كما جمعت الرئيس الأمريكي السابق ورئيس الوزراء الإسرائيلي علاقة شخصية صعبة. وظهرت خلافاتهما في الواجهة في عام 2015، عندما ألقى نتنياهو كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس وفشل في التنسيق مع البيت الأبيض، في انتهاك للبروتوكولات الدبلوماسية.
العام الأخير لأوباما في منصبه، قاد "أيباك" حملة ضد الاتفاق النووي الإيراني الذي تفاوضت عليه إدارته. وفي الشهر الأخير له في منصبه، اختار أوباما عدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
من جانبه، تعهد بايدن وكبار مستشاريه بمواصلة الدعم غير المشروط لإسرائيل وإبقاء الخلافات مع الحكومة الإسرائيلية سرية. ويقول مساعدو بايدن، الذي شغل منصب نائب رئيس أوباما، إنه سيعارض التحركات الرامية إلى "تمييز" إسرائيل في الأمم المتحدة.
المسؤلون الأثرياء: في سياق متصل، تعرض مسؤول الدفاع الأمريكي الكبير دوغلاس ماكغريغور، الذي نصبه مؤخراً الموالين الحزبيين للرئيس دونالد ترامب في البنتاغون، إلى انتقادات لقوله إن السياسيين الأمريكيين أصبحوا "أثرياء جداً جداً" من خلال دعمهم لإسرائيل، وهو ما دفع المنظمات الموالية لإسرائيل لوصف تصريحاته بأنه "معاد للسامية".
عام 2019 اهتزت واشنطن بعد أن أدلت عضوة الكونغرس إلهان عمر بنفس الملاحظة تقريباً، وذلك حين غردت أن كل شيء حول الدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة "يدور حول بنجامين"، في إشارة إلى بنجامين فرانكلين، الذي تظهر صورته على فئة 100 دولار.
وقد شجب أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين تصريح إلهان، واتهمتها منظمات يهودية أمريكية، وكذلك ترامب بمعاداة السامية. لكن ماكغريغور، الكولونيل المتقاعد بالجيش، ذهب إلى أبعد مما ذهبت إليه إلهان، مدعياً بصراحة أن السياسيين الذين يدعمون إسرائيل لا يقودهم سوى المال، وأن اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة يحاول جر أمريكا إلى الحرب.
تصريحات ماكغريغور بشأن تأثير اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة ظهرت الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني لأول مرة من خلال شبكة CNN. وقد اقتطفت الشبكة عن مقابلة أجراها ماكغريغور العام الماضي، قال فيها إن وزير الخارجية مايك بومبيو "يمد يديه للمال من اللوبي الإسرائيلي والسعوديين وآخرين".
ومتحدثاً عن مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، والذي مثل بومبيو مؤيد قوي لليمين الإسرائيلي ومشروع المستوطنات، قال ماكغريغور: "لقد أصبح السيد بولتون ثرياً جداً جداً وهو في المنصب الذي يشغله بسبب دعمه غير المشروط للوبي الإسرائيلي. إنه رجلهم. على الأرض في البيت الأبيض".
وأضاف أن "أيباك" لديها "كميات هائلة من المال وقد نجحت على مدى سنوات عديدة في التأثير على السلطة في الكونغرس".