من المقرر أن يصدر، الثلاثاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، المجلد الأول من مذكرات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، المكونة من 768 صفحة، في وقت واحد بـ25 لغة، وفقاً للناشر "بينغوين راندوم هاوس".
المذكرات ستحمل اسم "أرض الميعاد" (إيه بروميسد لاند)، وفيها يتحدث أول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض، عن انقسامات أمريكا العميقة التي لن يكون كافياً خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض لردمها.
كما يتحدث أوباما، الرئيس الـ44 الذي شغل منصب الرئاسة فترتين متتاليتين من 2009 حتى 2017، في كتابه، عما يثير أكبر قدر من القلق لديه، وهو تدمير مناخ الحرية وتداول السلطة السائد، حيث يقول: "ربما تبدو ديمقراطيتنا على شفير الغرق في أزمة، أزمة متجذرة في المواجهة بين رؤيتين مختلفتين لأمريكا؛ لما هي عليه وما يجب أن تكون".
مما جاء في كتابه، أن الأزمة جعلت المواطنين منقسمين، وعرضة للغضب وانعدام الثقة، وأنه على يقين أيضاً بأن انتخابات واحدة لن تكفي لتسوية المشكلة، مضيفاً: "انقساماتنا عميقة، وتحدياتنا هائلة".
ويقر أوباما (59 عاماً)، بأن الخطاب حول "المُثل العليا" الأمريكية لا يعتبر أحياناً ملائماً في فترة من الهزات الكبرى التي تعصف بالقوة الأولى في العالم.
وكتب: "أعترف بأن البعض يعتقد أن الوقت حان للتخلص من هذه الأسطورة، وأن مراجعةً لماضي أمريكا ونظرة- ولو سريعة- إلى عناوين الصحف، تُظهران أن المثل العليا لهذا البلد جاءت على الدوام في المرتبة الثانية خلف (رأسمالية ساحقة) و(نظام طبقي يتبع الخطوط العرقية)". وقال إنه تساءل ما إذا كان أبدى "اعتدالاً" فائقاً في كلامه و"حذراً" فائقاً في أفعاله.
تطرق أوباما إلى التحول العميق الذي شهده الحزب الجمهوري والذي أفضى إلى صعود دونالد ترامب وصولاً إلى دخوله البيت الأبيض. وكتب حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" التلفزيونية: "لكأن مجرد وجودي في البيت الأبيض أثار ذعراً عميقاً، إحساساً بأن النظام الطبيعي شهد بلبلة"، مضيفاً: "هذا تحديداً ما أدركه دونالد ترامب حين بدأ يروج لمزاعمه بأنني لم أُولد في الولايات المتحدة وأنني منثم رئيس غير شرعي".
كما يتحدث أوباما في كتابه، عن الاستجابة للأزمة المالية العالمية، وتشريعه التاريخي لإصلاح الرعاية الصحية المعروف باسم قانون "أوباما كير"، وعن الغارة الأمريكية في باكستان عام 2011 والتي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
روى أيضاً لحظات لطيفة مع أسرته وأخرى حدثت معه كبحثه في البيت الأبيض عن زاوية هادئة يدخن فيها "سيجارة مسائية"، وذلك قبل أن يعلن أنه توقف عن التدخين.
وكتب: "على مدى شهر، نمنا أنا وميشيل متأخرَين، تناولنا العشاء بهدوء، قمنا بنزهات طويلة، سبحنا في المحيط، راجعنا حياتنا، أحيينا صداقتنا وأعدنا اكتشاف حبنا".
أوباما كان ألَّف ثلاثة كتب سابقة، من ضمنها "أحلام من أبي" و"جرأة الأمل"، إضافة إلى كتاب الأطفال "عنك أغني".
زوجته المحامية والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، هي الأخرى نشرت مذكراتها الخاصة. وفي غضون خمسة أشهر من النشر، باعت مذكراتها "بيكامينغ" أكثر من عشرة ملايين نسخة.
ربما يجد أوباما صعوبة من أجل التفوق على زوجته، لكن هذه لن تكون المرة الأولى التي تتفوق فيها الزوجات على الرؤساء. فقد تفوقت مبيعات مذكرات نانسي ريغان وبيتي فورد على أعمال زوجيهما.
يتميز كتاب أوباما الأخير، حسب نيويورك تايمز، بأنه تجنَّب أن يكون ثقيلاً، حيث إنه ممتع دائماً في كل ما تقرأه، جملة تلو الأخرى، والنثر الرائع في الأماكن، والتفاصيل الدقيقة والحيوية.
مقالة الصحيفة أثنت على "مراجعة نزيهة للذات"، لكنها أسفت لما استشفَّته من ضبط للنفس مفرط برأيها، ونوع من المسافة التي يضعها أوباما في سرده، ممتنعاً عن إبداء انفعالات وعواطف شخصية.