أوصى خبير الأوبئة الأمريكي مايكل أوسترهولم، الذي جرى تعيينه مستشاراً للرئيس المنتخب جو بايدن في مكافحة فيروس كورونا، بإغلاق البلاد لفترة من 4 إلى 6 أسابيع للسيطرة على تفشي الفيروس، إذ خالف أوسترهولم في أول قراراته سياسة الرئيس المنتهية صلاحيته دونالد ترامب، والذي لطالما عارض إغلاق البلاد، وفرض إجراءات وقائية ضد كورونا.
توصيات خبير الأوبئة: أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، شدد في بيان له الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في توصيته على ضرورة دفع الأجور طيلة تلك الفترة للمواطنين لتعويضهم عن الخسائر المادية، كما أكد أن الإغلاق خلال تلك الفترة سيساعد بشكل كبير في السيطرة على تفشي الفيروس، وتعافي الاقتصاد.
تابع أوسترهولم قائلاً: "بينما ينتظر العالم لقاحاً، يمكن أن يؤدي الإغلاق على مستوى البلاد إلى تقليل عدد الحالات الجديدة والاستشفاء إلى مستويات يمكن التحكم فيها".
كما أوضح أن الحكومة يمكن أن تقترض ما يكفي لتغطية حزمة المساعدات المالية للأفراد والحكومات المحلية أثناء الإغلاق.
في وقت سابق، حذّر أوسترهولم من أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا سوف تتزايد بسرعة، مشيراً إلى احتمال أن تصل الإصابات إلى 200 ألف حالة يومياً، وأضاف أنه ليس من المفاجئ بالنسبة له أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة تجاوز أعداد الإصابات أكثر من 200 ألف حالة يومياً.
أوسترهولم تم تعيينه، الإثنين الماضي، في "المجلس الاستشاري" لبايدن المكون من 12 عضواً، والمعني بتقديم المشورة للفريق الانتقالي حول خطة للسيطرة على جائحة كورونا.
مخالف لسياسة ترامب: توصيات خبير الأوبئة أوسترهولم جاءت مخالفة تماماً لسياسة ترامب المتبعة في مواجهة الفيروس، إذ دعا الأخير في وقت سابق لإعادة فتح الاقتصاد الأمريكي رغم تنامي حالات الإصابة بفيروس كورونا، مهوناً من الجائحة، كما فعل في مراحلها المبكرة بتشبيهها بالإنفلونزا الموسمية.
كان ترامب وفريقه لمواجهة أزمة الفيروس وجهوا في توصيات للسكان في أنحاء البلاد بالحد من الاختلاط الاجتماعي والمهني لخمسة عشر يوماً، في مسعى لاحتواء انتشار الفيروس. كما قال ترامب إن القيود المفروضة جراء انتشار فيروس كورونا، التي تسببت في إغلاق مؤسسات تجارية في أماكن كثيرة بالبلاد، قد تؤدي نفسها إلى وفيات.
كما انتقد ترامب التداعيات الاقتصادية، وقال أثناء بث حي لقناة فوكس نيوز، إنه يرغب في أن تفتح الشركات أبوابها، كما قال إن البلد لم يأخذ إجراءات جذرية لمحاربة ضحايا حوادث السيارات والإنفلونزا، على غرار ما قام به في مواجهة فيروس كورونا. ترامب قال أيضاً: "نفقد الآلاف والآلاف من الناس سنوياً بسبب الإنفلونزا، ولا نغلق البلد.. يمكننا أن ندمر بلداً بهذه الطريقة، بأن نغلقه".
كورونا في أمريكا: ويأتي هذا في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة تسجيل زيادات قياسية هائلة في الإصابات بفيروس كورونا، مع تفاقم التفشي في شمال شرق البلاد، علاوة على ضغوط الجائحة في الغرب الأوسط بالفعل.
إذ أظهر إحصاء لرويترز أن الولايات المتحدة سجلت 142279 إصابة جديدة بمرض كوفيد-19 وهو أعلى مستوى على الإطلاق لليوم الثاني على التوالي، وأعلى من 100 ألف إصابة لليوم الثامن على التوالي، وزاد عدد الوفيات 1464.
كان أندرو كومو، حاكم نيويورك، أحدث مسؤول يفرض جولة جديدة من قيود التباعد الاجتماعي، أمس الأربعاء، في محاولة لحماية الولاية التي كانت مركز تفشي الجائحة في الولايات المتحدة في مراحلها الأولى.
وسجلت الولايات المتحدة إجمالاً حوالي 10.4 مليون إصابة بالفيروس و241 ألفاً و809 حالات وفاة.