ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الأحد 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان هنآ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس بالفوز بانتخابات الرئاسة.
وبينما تسابقت الدول العربية الأخرى لتهنئة الديمقراطي بايدن، التزم الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، الصمت حيال هزيمة الرئيس دونالد ترامب، الذي حظيت سياساته في الشرق الأوسط ومعارضته الشديدة لإيران بدعم الرياض.
مساء السبت، قدمت قطر، والكويت، وسلطنة عمان، والبحرين والإمارات، فور إعلان النتيجة إعلاميا التهاني إلى بايدن، لفوزه برئاسة الولايات المتحدة، فيما التزمت السعودية رسميا الصمت حتى صدور التهنئة مساء الأحد.
نقاط احتكاك مع الرئيس الجديد: العلاقات الشخصية الوثيقة التي ربطت الأمير محمد بترامب وضعت حائلاً مهماً في مواجهة موجة من الانتقادات الدولية لسجل الرياض فيما يتعلق بحقوق الإنسان أطلق شرارتها مقتل خاشقجي ودور الرياض في حرب اليمن واعتقال ناشطات سعوديات. وربما تصبح هذه النقاط الآن موضع احتكاك بين بايدن والسعودية التي تعد من أبرز مصدّري النفط ومن كبار مشتري السلاح الأمريكي.
سعودية باسم الدكتورة منى نشرت تغريدة على تويتر قالت فيها "الشيء الوحيد الأسوأ من كوفيد-19 سيكون بايدن-20". وتجاهل عدد كبير من السعوديين المستخدمين لمنصة التواصل الاجتماعي نتيجة الانتخابات لساعات بعد أن أعلنت شبكات التلفزيون الأمريكية فوز بايدن.
لكن مصدر سياسي سعودي هون من خطر حدوث شقاق بين المملكة والولايات المتحدة مشيراً إلى العلاقات التاريخية التي تربط الرياض بواشنطن.
لن يكون هناك رضا مبكر: صحيفة عكاظ في مقال بصفحتها الأولى قالت إن المنطقة تنتظر وتتأهب لما سيحدث بعد انتصار بايدن في الانتخابات، بينما قال نيل كويليام الزميل الباحث في تشاتام هاوس ببريطانيا إن إدارة بايدن ستسعى على الأرجح لإبداء عدم رضاها مبكراً عن السياسات الداخلية والخارجية السعودية.
كما أضاف أن "القيادة السعودية يقلقها أن تجري إدارة بايدن والكونغرس المعادي لها مراجعة كاملة للعلاقات بما في ذلك إعادة تقييم العلاقات الدفاعية ومن ثم فستسعى على الأرجح لإطلاق إشارات وخطوات إيجابية باتجاه إنهاء حرب اليمن".
السعودية كانت من أشد أنصار سياسة "الضغوط القصوى" التي اتبعها ترامب تجاه إيران خصم المملكة الإقليمي وفرض عقوبات قاسية عليها.
العلاقة استراتيجية: مصدر سياسي سعودي قال إن لدى المملكة القدرة على التعامل مع أي رئيس، وفق العمل المؤسسي الذي تقوم عليه العلاقات الدولية، وهو ما تؤكده المملكة على الدوام. وأضاف أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، لذا تعمل المملكة وفق هذه الرؤية، ما يعني أن التغيير في الرئاسة لا يمكن أن يؤثر على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
بخصوص العلاقة بين واشنطن والرياض قال إنها تتصف بالعمق والاستدامة، فهي علاقات استراتيجية لا يمكنها التحول لمجرد تغير الرئيس، وهذا ما تؤكده الفترات الرئاسية خلال العقود الماضية.