“تعرضوا للخداع”.. كيف زجَّت شركة إماراتية بمئات السودانيين في الحرب الليبية؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/04 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/04 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش
عناصر تابعة لقوات خليفة حفتر/ رويترز

كشف تحقيق جديد لمنظمة هيومان رايتس ووتش عن تعرُّض نحو 400 سوداني للخداع من قِبل شركة أمن إماراتية، كانت قد انتدبتهم للعمل كحراس أمن في مبانٍ بالإمارات، ليجدوا أنفسهم يشاركون إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الحرب الليبية، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Independent البريطانية.

تدريب عسكري للحرب بليبيا: التقرير الذي نُشر الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أوضح أن العدد قد يصل إلى 390 رجلاً، أغلبهم من الخرطوم عاصمة السودان، عيَّنتهم شركة Black Shield للخدمات الأمنية، وظنوا أنهم سيحرسون مباني في الإمارات تضم مراكز تسوق وفنادق.

بدلاً من ذلك، ووفقاً لـ"هيومان رايتس ووتش"، وجد الرجال أنفسهم يخضعون لتدريبٍ أمني امتد لثمانية أسابيع، قبل نشرهم في الهلال الخصيب بليبيا، الذي كان منذ 2016 ساحة لهجمات من أطراف متعددة.

تحدثت هيومان رايتس ووتش إلى 12 مجنداً على الأقل وراجعت وثائق من شركة Black Shield، إضافةً إلى مقاطع أخذها هؤلاء الرجال في الإمارات وبلدة راس لانوف شرقي الهلال الخصيب حيث تم نشر الرجال، في نهاية المطاف.

قال الرجال إنهم عاشوا جنباً إلى جنب مع مقاتلين ليبيين موالين لقوات الجنرال المتمرد خليفة حفتر، وتلقوا أوامر بحماية منشآت النفط الواقعة تحت سيطرته.

رواتب ووظائف آمنة! تلقى المجندون وعوداً برواتب تتراوح بين 500 وألف دولار في الشهر. وقال الرجال الذين تحدثوا إلى المنظمة، إنهم كانوا متحمسين للحصول على الوظائف جيدة الرواتب والآمنة كما اعتقدوا، ودفعوا ما يتراوح بين 190 دولاراً و1250 دولاراً من رسوم التوظيف.

فيما قال عديد من الرجال، إن الشكوك بدأت تساورهم بعد الاحتفاظ بجوازات سفرهم وخضوعهم لبرنامج تدريبي مكثف في الإمارات.

من أكملوا عملية التدريب لم يكتشفوا وجهتهم حتى هبطوا في قاعدة عسكرية وقرأوا المواصفات المكتوبة على زجاجة مياه، ليكتشفوا أنهم في ليبيا.

معاملة سيئة: قال مجند سوداني يُدعى أمير، لـ"هيومان رايتس ووتش": "لقد عاملَنا المقاتلون الليبيون معاملة سيئة للغاية، وكانوا يدفعوننا بأسلحتهم ويحاولون استفزازنا وإرهابنا. لم نتمكن من الاتصال بأي أحد، وكنا خائفين أننا إن ارتكبنا أي خطأ، فسيقتلوننا أو يؤذوننا. لذا، صمتنا جميعاً وحاولنا عدم تعريض أنفسنا للخطر".

كما تقول المنظمة، إن الإمارات لم تردّ على ادعاءات الرجال السودانيين. وفي بيانٍ منسوب إلى شركة Black Shield، نفت الشركة خداع أيٍّ من عمالها بخصوص طبيعة العمل أو موقعه، وشددت على أنها لا تقدم أي خدمات أو تنخرط في أي أفعالٍ ذات طابع عسكري.

تحميل المزيد