عبر رئيس وزراء ماليزيا السابق، مهاتير محمد، السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2020، عن "اشمئزازه إزاء محاولات تشويه وإخراج ما كتبه في مدونته الشخصية، من سياقه"، بعد الجدل الذي أثارته تغريدة للمسؤول الماليزي قال فيها إن "من حق المسلمين قتل ملايين الفرنسيين".
إذ وجّه رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول، انتقادات شديدة اللهجة إلى فرنسا، ورئيسها إيمانويل ماكرون، على خلفية نشر رسوم تهدف للإساءة للنبي محمد في صحيفة فرنسية، وتصريحات الرئيس ماكرون المسيئة للإسلام.
توضيح رئيس وزراء ماليزيا السابق: مهاتير محمد أشار في بيان نشره على موقعه الرسمي، السبت، إلى أن منتقديه ركزوا على نقطة واحدة فقط من رسالته المؤلفة من سلسلة تغريدات، وهي تنص: "لدى المسلمين الحق في الغضب وقتل ملايين الفرنسيين انتقاماً من مجازر الماضي".
كما اتهم رئيس الوزراء الماليزي السابق منتقديه بتجاهل النقطة اللاحقة في رسالته التي تنص على أن "المسلمين بشكل عام لم يعتمدوا قانون "العين بالعين"، ولا يجب على الفرنسيين اللجوء إليه أيضاً، بل تعليم ناسهم على احترام مشاعر الآخرين".
تابع في معرض تعليقه على قرار "تويتر" و"فيسبوك" حذف كلامه عن "حق المسلمين في قتل الفرنسيين"، قائلاً: "هذا ما يقصدونه بحرية التعبير. من جانب واحد يدافعون عن الذين يعرضون رسوماً كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ويتوقعون من جميع المسلمين أن يبتلعوا ذلك باسم حرية التعبير، ومن جانب آخر يتجاهلون عمداً أن المسلمين لم يبحثوا عن الانتقام مما تعرضوا له من الظلم في الماضي".
فيما شدد مهاتير على أن مثل ردود الأفعال هذه على كلامه "تزيد من الكراهية تجاه المسلمين في فرنسا".
ماذا قال مهاتير محمد؟ في سلسلة تغريدات، حملت عنوان "احترموا الآخرين"، عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، أكد مهاتير (95 عاماً) إيمانه بحرية التعبير "التي ينبغي عدم استخدامها في الإساءة للآخرين"، في إشارة إلى إصرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تأييد نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، وما أثاره ذلك من غضب في العالم الإسلامي.
جاءت تغريدات رئيس الوزراء الماليزي السابق، بلهجة حادة قاسية غير مألوفة على الدبلوماسي المخضرم، حيث وصف فيها الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه شخص "لا يظهر أنه متمدن"، وكذلك "بدائي للغاية".
كما أشار مهاتير في تغريداته إلى الاحتلال الفرنسي لدول كثيرة حول العالم، قائلاً: "قتل الفرنسيون على مدى تاريخهم ملايين البشر، كان العديد منهم مسلمين".
أضاف مهاتير أن "من حق المسلمين أن يغضبوا ويقتلوا ملايين الفرنسيين ثأراً لمجازر الماضي، لكن بوجه عام لا يطبق المسلمون قانون العين بالعين، المسلمون لا يقومون بذلك والفرنسيون عليهم ألا يقوموا بذلك".
حذف تويتر للتغريدات: لكن هذه التغريدة لم تدم طويلاً، حيث قام تويتر بحذفها، بعد فترة وجيزة من الإشارة إليها كمضمون يحتوي على "تمجيد العنف"، حسب ما أكد موقع "dw" الإخباري الألماني، وكذلك قناة الجزيرة.
أضاف مهاتير في توضيح ذلك: "على الفرنسيين أن يعلّموا شعبهم احترام مشاعر الآخرين، بما أنكم حمّلتم جميع المسلمين وديانتهم مسؤولية ما قام به شخص واحد غاضب، فللمسلمين الحق في معاقبة الفرنسيين، فلا يمكن للمقاطعة أن تعوض الأخطاء التي ارتكبها الفرنسيون طوال هذه السنوات".
تأتي تغريدات مهاتير بعد ساعات من إعلان الشرطة الفرنسية مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في هجوم بسكين في محيط كنيسة في مدينة نيس جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن واحداً على الأقل من الضحايا قُتل ذبحاً.