أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إعادة فرض العزل العام على إنجلترا لمدة شهر ابتداء من 4 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن تجاوزت حالات الإصابة بكوفيد-19 في بريطانيا حاجز المليون، وتحذير علماء من أن الفيروس ينتشر بشكل أسرع من أسوأ توقعاتهم.
إذ سجلت بريطانيا أكبر عدد رسمي من حالات الوفاة في أوروبا بسبب كوفيد-19، كما سجلت أكثر من عشرين ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يومياً، وحذر العلماء من احتمال تجاوز السيناريو "الأسوأ" المتمثل في وفاة ثمانين ألف شخص.
ومع الارتفاع المهول للإصابات في عدد من البلدان الأوروبية، قررت النمسا واليونان أيضاً تشديد إجراءات الإغلاق؛ لتفادي مزيد من الضحايا والحد من انتشار كورونا.
السيناريو "الأسوأ" في بريطانيا
في السياق نفسه، أعلنت الحكومة البريطانية أن إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد -19 ارتفع 21915 في اليوم السابق، ليصبح مليوناً و11660 حالة.
قال جونسون خلال مؤتمر صحفي تم الترتيب له على عجل في مقر رئاسة الحكومة بعد تسرب أنباء العزل العام إلى وسائل الإعلام المحلية إن العزل العام في أنحاء انجلترا سيبدأ في الدقيقة الأولى بعد منتصف الليل في صباح الخميس ويستمر حتى الثاني من ديسمبر كانون الأول.
في بعض من أشد القيود في تاريخ بريطانيا في زمن السلم لن يُسمح للناس بمغادرة منازلهم إلا لأسباب محددة مثل التعليم والعمل وممارسة الرياضة وشراء الأساسيات والأدوية أو رعاية الحالات الخاصة.
وقال جونسون أثناء وقوف كريس ويتي كبير أطباء انجلترا وباتريك فالانس كبير مستشاريه العلميين بجواره "يجب أن نتحرك الآن.
"إذا لم نتحرك يمكن أن نشهد وصول عدد الوفيات في هذا البلد إلى عدة آلاف في اليوم الواحد".
قرار جونسون، الذي جاء عقب اجتماع لمجلس الوزراء، السبت، جاء بعد أن حذَّر علماء حكوميون من أنَّ تفشي المرض يسير في الاتجاه الخاطئ وأن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات لوقف انتشار الفيروس إذا كان للعائلات أن تأمل التجمع في عيد الميلاد.
في الجهة المقابلة، انتقدت المعارضة السياسية جونسون، بسبب البطء الشديد في تحركه نحو فرض العزل العام الأول الذي استمر من 23 مارس/آذار إلى الرابع من يوليو/تموز. وأصيب جونسون بكوفيد-19 في أواخر مارس/آذار.
سيمثل العزل العام تغييراً جذرياً في سياسة رئيس الوزراء، الذي ظل يقول لأشهر، إنه لن يكون ضرورياً.
إذ قال كالوم سيمبل أستاذ طب الأمراض المعدية في جامعة ليفربول وعضو المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ التابعة للحكومة، إن الموجة الثانية من كوفيد-19 حقيقة واقعة.
كما صرح لهيئة الإذاعة البريطانية بأنه "عكس الموجة الأولى عندما فرضنا العزل العام الذي حمى قطاعات واسعة من المجتمع، فإن هذا الانتشار بدأ الآن يصيب جميع الفئات العمرية".
اليونان أيضاً
في جنوب القارة الأوروبية، قررت الحكومة اليونانية، السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تشديد إجراءات السلامة المتعلقة بفيروس كورونا، وضمن ذلك تمديد حظر التجول الليلي، وإغلاق المطاعم والحانات في مناطق الاكتظاظ، لمدة شهر.
وسجلت اليونان ذروة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، بلغت ألفاً و690 حالة جديدة، الجمعة 30 أكتوبر/تشرين الأول، إضافة إلى خمس حالات وفاة، ليرتفع عدد الوفيات في البلاد بسبب هذا الفيروس، منذ ظهوره في أواخر فبراير/شباط الماضي، إلى 620 حالة.
رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، قال في خطاب متلفز، إن "هذه القواعد الجديدة، وهي الأولى من نوعها منذ أن رفعت اليونان إغلاقها الأولي في مايو/أيار الماضي، ترتكز على مصدرين يؤديان إلى انتشار الفيروس، وهما الترفيه وحركة المواطنين".
سيتم بموجب هذه الإجراءات إغلاق المطاعم والحانات والمقاهي ودور السينما والمتاحف والصالات الرياضية، اعتباراً من الثلاثاء المقبل، ولمدة شهر، في شمال البلاد، ومنطقة أتيكا التي تضم العاصمة أثينا، بحسب المصدر نفسه.
وأضاف ميتسوتاكيس، أن "التدابير الجديدة جاءت بالتزامن مع تحذير العلماء من أن موجة جديدة من الكورونا ستهز نظامنا الصحي".
كما أكد أن "ارتداء الأقنعة سيكون إلزامياً في أنحاء البلاد بجميع الأماكن الداخلية والخارجية، بينما سيظل حظر التجول سارياً من الساعة الـ12 منتصف الليل إلى الساعة الـ5 صباحاً بالتوقيت المحلي في جميع المناطق".
رئيس الوزراء أوضح أنه "وفقاً للخطة الجديدة، سيعمل 50% من موظفي القطاعين العام والخاص من المنزل، بينما ستتبع الجامعات نظام التعلم عن بعد".
فيما ستظل شركات البيع بالتجزئة والمصانع والمدارس مفتوحة، إلى جانب القطاعات الخدمية، مثل الفنادق وصالونات تصفيف الشعر.
حظر تجوال في النمسا
فقد أعلنت حكومة البلد، السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول، فرض حظر التجول ليلاً وإغلاق المقاهي والحانات والمطاعم ما عدا خدمات التوصيل للمنازل، مع وصول الإصابات بفيروس كورونا إلى مستوى يقترب من حدود الطاقة الاستيعابية القصوى للمستشفيات في البلاد.
مع وصول حالات الإصابة اليومية إلى رقم قياسي أمس الجمعة وتسجيل 5627 حالة، وهو ما يقترب من مستوى ستة آلاف حالة، الذي تقول الحكومة إن المستشفيات لا تستطيع استيعابه، اضطرت الحكومة التي يقودها المحافظون إلى التحرك.
إذ قال المستشار النمساوي زيباستيان كورتس، في مؤتمر صحفي: "لم نتخذ هذا القرار عبثاً، لكنه ضروري". وسوف تطبَّق القيود التي تشمل حظر التجول من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، اعتباراً من يوم الثلاثاء وتستمر حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
وسوف تقتصر خدمات المطاعم والحانات والمقاهي على خدمات التوصيل للمنازل، في حين سيتم إغلاق المسارح والمتاحف، فضلاً عن الأنشطة الرياضية داخل الصالات المغلقة، أما الفنادق فسوف يقتصر النزلاء على عدد قليل من الضيوف مثل المسافرين من رجال الأعمال.