شقيق منفذ هجوم نيس يكشف ما قاله بآخر اتصال عبر الفيديو

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/30 الساعة 18:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/30 الساعة 18:45 بتوقيت غرينتش
إبراهيم العويساوي

أخبر إبراهيم العويساوي، المشتبه به في هجوم نيس، عائلته عندما اتصل بهم فجراً عبر الفيديو، بأنه وصل للتو إلى نيس ووجد مكاناً في أسفل مدرجات مبنى مقابل للكنيسة، سيخلد فيه إلى النوم ويرتاح قليلاً.

بعدها بساعات قليلة، قالت الشرطة الفرنسية إن الشاب التونسي دخل إلى الكنيسة وقتل شخصين وقطع رأس امرأة. وقال ياسين العويساوي، شقيق إبراهيم، متحدثاً لـ"رويترز" في بيتهم: "أخبرنا بأنه وصل للتو ولم يعرف أحداً هناك… قال إنه سيغادر المبنى في الصباح ويبحث عن تونسي للتحدث معه، ليرى ما إذا كان يمكنه البقاء معهم أو العثور على وظيفة".

إبراهيم العويساوي كان اعتُقل لارتكاب جريمة عنف واستعمال سكين قبل 4 سنوات، عندما كان مراهقاً. وتخلى عن المخدرات والكحول وبات مداوماً على الصلاة، إلا أنه لم يكن مدرجاً على أي قائمة تونسية أو فرنسية للجهاديين المشتبه بهم، وفقاً للشرطة في البلدين.

انتهى هجوم الخميس عندما أطلقت الشرطة النار على العويساوي، ليرقد في حالة حرجة. كان يحمل سكيناً طويلة، وقالت الشرطة إنها عثرت على سكاكين أخرى بجوار حقيبته.

والداه وإخوته الـ9: في منزل عائلة العويساوي بطينة بضاحية صفاقس، يبكي والداه وتسعة من إخوته وهم يتحدثون تحت وقع الصدمة. وعندما عرضت تقارير التلفزيون موقع الهجوم، تعرفوا على المكان لأول وهلة وقالوا إنه حدَّثهم من المبنى الذي كان يتلقى فيه العلاج بعد إصابته برصاص الشرطة.

لم يروا ابنهم إبراهيم (21 عاماً)، منذ سبتمبر/أيلول، عندما صعد على متن قارب صغير متجهاً إلى لامبيدوسا، الجزيرة الإيطالية الصغيرة على بُعد 130 كيلومتراً فقط، وهي نقطة وصول رئيسية للمهاجرين إلى أوروبا.

لم يخبر إبراهيم عائلته بمخططه للهجرة؛ لعلمه أن والدته كانت ترفض ذلك، لكنه أصر على الذهاب هذه المرة بعد أن فشل في ذلك، العام الماضي، مثل كثيرين من أقرانه بالمنطقة وفي عديد من جهات البلاد ممن يحلمون بالوصول إلى أوروبا؛ بحثاً عن كسب سريع وتحسين أوضاعهم البائسة.

تحدَّث ياسين بصدمة عن طموحات شقيقه، قائلاً: "لقد كان يقول: أريد أن أعمل وأن أتزوج وأن أشتري منزلاً وسيارةً مثل أي شخصٍ آخر". وتقول عائلته وجيرانه، إنه كان يبيع الوقود المهرَّب في كشك صغير للوقود بالمنطقة.

إبراهيم وصل إلى إيطاليا، حيث أقام في جزيرة لامبيدوسا منذ 20 سبتمبر/أيلول، قبل أن ينتقل إلى داخل إيطاليا في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وقالت أسرته، إن العويساوي وصل إلى فرنسا، الأربعاء. بينما كان آلاف من المسلمين حول العالم يحتجون على رد الحكومة الفرنسية على مقتل مدرس. واتصل المشتبه به في هجوم نيس بعائلته، ليخبرهم بأنه غادر إيطاليا. فقالت والدته قمرة: "أنت لست متعلماً. لا تجيد اللغة. لماذا ذهبت إلى هناك؟!". فأجاب: "أمي أحتاج دعواتك فقط".

رواية فرنسا: المدعي العام الفرنسي قال إنه بعد وصوله إلى نيس قرابة فجر يوم الخميس، أمضى نحو ساعة ونصف الساعة في محطة القطار، ثم ارتدى حذاء جديداً ووقع الهجوم بعد ذلك.

انقطع عن التعليم وعمل ميكانيكياً: كانت عائلة العويساوي تعيش في طينة منذ أن كان إبراهيم رضيعاً، وهو واحد من ثلاثة أولاد وسبع فتيات في العائلة، بعد أن انتقلوا للعيش هناك، قادمين من منطقة نائية في القيروان اسمها بوحجلة.

أخته عفاف قالت لـ"رويترز"، إن إبراهيم انقطع مبكراً عن الدراسة، وإنه لا يتقن أي لغة باستثناء العربية. واشتغل العويساوي ميكانيكياً قبل أن يوفر قليلاً من المال ليشتري مضخة وقود، لعلها تساعده في توفير ما يحتاجه للوصول إلى الضفة الأخرى.

عائلته وجيرانه يقولون إنه لم يكن معروفاً أن لديه أي آراء متشددة أو ينتمي إلى دوائر جهادية، وكان لا يتردد بانتظام على مسجد المنطقة. وأصبح إبراهيم مواظباً على الصلاة كثيراً في المنزل منذ نحو عامين، على حد قول شقيقه، بعد أن تخلى عن تناول الكحول والمخدرات.

تكافح تونس لسنوات تهديداً أمنياً، على الرغم من أن الشرطة أصبحت أكثر فاعلية. وهجمات المتشددين بتونس، في السنوات الأخيرة، نُفِّذت بشكل أساسي من قِبل أشخاص متطرفين يتم استقطابهم على الإنترنت.

وكالة الأنباء الرسمية قالت الجمعة، إن السلطات أذنت بفتح تحقيق في مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي نسبت هجوم نيس إلى جماعة لم تكن معروفة من قبلُ تسمى منظمة "المهدي في الجنوب التونسي".

أشرف فرجاني، أحد جيران العويساوي، قال: "لم يكن سلوكه مريباً قط. لم أسمع قط عن تعامله مع جماعات متطرفة أو أي شيء يتعلق بالإرهاب أو التطرف".

والدته كانت تبكي بحرقة أثناء حديثها لـ"رويترز" عن ابنها. تخضع الأسرة للتحقيق الآن، وصادرت الشرطة بعض هواتفهم.

لا يريد ياسين إبراهيم تصديق أن أخاه هو من نفذ تلك العملية البشعة تماماً مثل بقية العائلة، التي تقول إنه قد يكون متفرجاً عادياً في ذلك المكان، وكان محاصَراً في جريمة شهدها ولم يكن طرفاً فيها.

وعكس كل روايات الشرطة الفرنسية وشهود، يقول شقيقه: "ربما وقع الهجوم وسمع شيئاً فركض ليرى ما حدث، وأطلِقَ عليه الرصاص".

علامات:
تحميل المزيد