يؤمن عدد هائل من الناس حول العالم بأن فيروس كوفيد-19 مصنوع عمداً، أو أنه أودى بحياة عددٍ أكبر مما تذكر التقارير، أو أنه مجرد خدعة ولا وجود له بالأساس، وفقاً لاستطلاع عالمي أجراه مشروع YouGov-Cambridge Globalism وشارك فيه حوالي 26 ألف شخص من 25 بلداً مختلفاً.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020 فإنه إلى جانب الاعتقاد بنظريات المؤامرة الأخرى- مثل وجود جمعية سرية تتحكم في العالم، فإن الاستطلاع أكد وجود ارتياب مقلق بشأن أمان لقاح الفيروس.
المبالغة في الأرقام!
من بين نظريات المؤامرة الأكثر شيوعاً عن مرض كوفيد أن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة به، الذي يصل إلى 1.1 مليون شخص تقريباً بحسب جامعة جونز هوبكينز "مبالغ فيه بشدة عن قصد".
إذ قال حوالي 60% من المشاركين من نيجيريا إن العدد صحيح بالتأكيد أو يحتمل أن يكون صحيحاً، إلى جانب 40% من اليونان وجنوب إفريقيا وبولندا والمسكيك. وشاركهم الشعور
38% من الأمريكيين و36% من المجريين، و30% من الإيطاليين، و28% من الألمان.
هناك أدلة تشير إلى أن جائحة فيروس كورونا دفعت بعض الناس للقول بأنهم يثقون بالخبراء أكثر، لكنها كذلك حفزت موجة من التضليل والأخبار الكاذبة روجها منكرو العلوم وداعمو نظريات المؤامرة التي انتشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.
نظريات المؤامرة
يقول ستيفن ليفاندوفسكي، الأخصائي النفسي في جامعة بريستول والخبير في التضليل الإعلامي: "أي حدث مخيف- سواء جائحة أو إطلاق نار- ينزع من الناس شعورهم بالسيطرة، سيؤدي إلى انتشار نظريات المؤامرة".
كما أضاف: "تمنح هذه النظريات الناس شعوراً بالارتياح نفسياً: الشعور بأنهم ليسوا تحت رحمة العشوائية. وهي خطيرة في كل الأوقات، لكنها أشد خطراً إذا انتشرت خلال جائحة وجعلت الناس تتجاهل النصائح الرسمية، أو ترتكب أعمالاً تخريبية أو أعمال عنف".
لكن نظريات المؤامرة ازدهرت أيضاً بسبب "عجز الحكومات عن توصيل رسالة واضحة"، وفقاً لليفاندوفسكي، ويضيف: "إنها سبب آخر لحاجتنا إلى عملية وضع سياسات تتسم بالوضوح والثبات وتقوم على الأدلة بحيث يمكن الوثوق بها".
إلى جانب بلدان أخرى، يؤمن واحد بين كل 4 فرنسيين، وواحد بين كل 5 بريطانيين وإسبان، من المشاركين في الاستطلاع، بأن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس مُبالغ فيه، في حين خالفهم السويديون واليابانيون والأستراليون في هذا الاعتقاد.
فيروس صنعه البشر
فيما يعتقد عدد كبير من المشاركين أن الفيروس "صُنع ونُشر عمداً" على يد الصينيين أو الحكومة الأمريكية، بينما في بولندا يؤمن واحد من بين كل 5 أشخاص أو يظن بأن الأمر محض أسطورة، ابتكرتها "قوى مجهولة" ذات نفوذ. وتقريباً وافقت نفس النسبة في تركيا ومصر والسعودية على ذلك الطرح، في حين وصلت نسبة الموافقين عليه في أمريكا إلى
13%.
أما الادعاء الكاذب بأن تكنولوجيا الهواتف 5G هي المسؤولة عن انتشار كوفيد-19، فله أتباعه الكثر، وفقاً للاستطلاع الذي أُجري في يوليو/تموز وأغسطس/آب.
ويؤمن أكثر من خُمس المشاركين في تركيا ومصر والسعودية ونيجيريا وجنوب إفريقيا، أو يظنون أن أعراض المرض "تظهر أو تتعزز بالاتصال الجسدي المباشر مع تقنيات 5G".