كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن تعاوناً أمنياً هو محور ما ترجوه تل أبيب من الخرطوم، إلى جانب محاور أخرى سيبحثها شخصياً مع القيادة السودانية في زيارة على رأس وفد إسرائيلي قال إنها قريبة، دون أن يكشف عن توقيت محدد.
تصريحات الوزير الإسرائيلي جاءت في حديث هو الأول من نوعه مع وسيلة إعلام سودانية، وذلك بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الدولتين الجمعة 23 أكتوبر.
صحيفة السوداني نشرت في عددها الأحد ما قالت إنه حوار "يكسر الصمت" مع الوزير الإسرائيلي، شمل عدة محاور أهمها تفاصيل عن إعلان التطبيع بين الدولتين.
فقد كشف الوزير أن "المناقشة الفعلية بشكل مباشر بين الخرطوم وإسرائيل بدأت بعد لقاء البرهان ونتنياهو في عنتيبي فبراير/شباط 2020، وتبعته سلسلة من اللقاءات بين وفدي الدولتين تحت رعاية أمريكية، حتى آخر اللقاءات التي كانت الأسبوع الماضي، حيث نجح فيها الوفدان في كسر الحاجز والوصول لاتفاق سلام، نص على تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين".
آفاق التعاون: وعن طبيعة العلاقات التي تطمح إسرائيل إلى تعزيزها مع السودان، أكد الوزير الإسرائيلي أن هذا "الاتفاق التاريخي" سيُساعد بالدرجة الأولى في تقوية العلاقات الأمنية بين البلدين؛ ما يساهم في استقرار الأمن في الإقليم"، مضيفاً أن تحالفاً تحت المظلة الأمريكية يتم بناؤه ويضم إلى جانب إسرائيل، مصر والإمارات والسودان والأردن، دون أن يكشف أهداف هذا التحالف، ولكنه تمنى انضمام دول أخرى في الإقليم إليه.
بالإضافة للجانب الأمني، يرى الوزير أن الاتفاق سيساهم في "تفعيل المجال الاقتصادي للدولتين وسيحقق الرفاهية للشعبين"، مشيراً إلى أنه السودان الآن في أمسّ الحاجة للتقنيات الإسرائيلية في المجالات الزراعية والمائية".
كما أكد وزير الاستخبارات أن بلاده "لم تقدم وعوداً للسودان بمساعدات مالية حتى الآن"، لكن تعاوناً تجارياً بين البلدين هو المحتمل، من تبادل للسلع والمشاريع الاستثمارية.
زيارة مرتقبة: وأكد الوزير ما تناولته وسائل إعلام من أن وفداً إسرائيلياً سيزور الخرطوم قريباً، مؤكداً أنه سيكون على رأس هذا الوفد، إلا أنه أشار إلى أن توقيت الزيارة مرتبط بعوامل كثيرة منها التوقيع الرسمي على اتفاق التطبيع.
كما أشار الوزير إلى أن وفداً سودانياً من المتوقع أن يبادر أيضاً إلى زيارة تل أبيب في أقرب وقت ممكن.
وعن العلاقة بين قرار التطبيع ورفع اسم السودان من قائمة الارهاب الأمريكية، لم يؤكد الوزير تلك العلاقة ولكنه قال إن "الحدثين وقّعا في زمن واحد"، معتبراً أنه القرار الصحيح للسودان، على الرغم من أن إسرائيل لم تكن مهتمة إن كان السودان في القائمة أو لم يكن فيها، قائلاً: "نحن نرحب بقرار التطبيع على كلتا الحالتين".
ثالث بلدي عربي يطبّع في شهرين: يشار إلى أنه مباشرة بعد إعلان الحكومة الانتقالية في السودان رفع اسم البلاد من قائمة الإرهاب، أُعلن الجمعة عن اتفاق إسرائيل والسودان اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات بتوسط الولايات المتحدة، ليصبح السودان ثالث بلد عربي يقيم علاقات مع إسرائيل خلال شهرين.
إذ قال مسؤولون أمريكيون كبار إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، أبرم الاتفاق في اتصال هاتفي اليوم مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ورئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان.
فيما أشاد نتنياهو بالخطوة، بصفتها بداية "لعهد جديد" في المنطقة، لكن القيادات الفلسطينية التي تتابع مزيداً من الدول العربية الشقيقة تقلل من أولوية قضية الدولة الفلسطينية، وصفت الخطوة بأنها "طعنة جديدة في الظهر".