تصاعدت المخاوف من تعثُّر اتفاق بين الفصائل الفلسطينية بشأن عقد اجتماع إضافي وتحديد موعد للانتخابات، بسبب غضب القاهرة من إشراف تركيا على عملية المصالحة بين الطرفين المتنازعين، حيث أدى استياء مصر بسبب قرار فتح وحماس عقد اجتماعات ثنائية للمصالحة في إسطنبول، برعايةٍ تركية، إلى تأجيل تحديد موعد لاجتماع لاحق بين قادة الفصائل الفلسطينية.
حسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإنه إدراكاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لغضب القاهرة بسبب تأثير أنقرة على المحادثات، أرجأ عباس إصدار مرسوم رئاسي يحدد موعد الانتخابات، وهي خطوة رئيسية جرى الاتفاق عليها بين الحركتين في إسطنبول يوم 24 سبتمبر/أيلول.
استياء مصري
لم تُصدِر مصر، التي كانت الوسيط الرئيسي والمستضيف المعتاد لمحادثات المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس منذ الانقسام الفلسطيني في عام 2007، أي رد رسمي سلبي على نتائج اجتماع إسطنبول.
ففي حديثه لموقع Middle East Eye البريطاني، أكد صحفي مصري مقرب من دوائر صنع القرار في الحكومة -فضَّل عدم الكشف عن اسمه- أن المسؤولين بمصر لم يصرّحوا علناً باستيائهم من عقد المحادثات في تركيا. لكنهم أبلغوا جبريل الرجوب، أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفد الحركة في إسطنبول، بـ"استيائهم" من الاجتماع.
حتى الآن نفى الرجوب ما ذُكر عن غضب مصر وقال في تصريح له: "لم يبلغنا أحد أن مصر غاضبة بسبب محادثاتنا في تركيا".
غير أنه أقر، بشكلٍ ضمني، في آخر تصريح له، بغضب مصر، وقال في مقابلة مع محطة إذاعية محلية في غزة: "ذهبنا إلى كلِّ من عاتبنا وأوضحنا لهم الوضع، وتجاوزنا تلك المسألة".
"رسالة احتجاج"
من جهته، قال عبدالله عبدالله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن حماسة مصر إزاء رعاية الحوار الوطني الفلسطيني قد "تراجعت" بوضوح في الآونة الأخيرة، وازداد ذلك في أعقاب موقف السلطة الفلسطينية الغاضب من صفقات التطبيع الإماراتية والبحرينية مع إسرائيل.
كما يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة حسام الدجاني، أن ترحيب مصر بهذه الخطوة، إلى جانب إخفاق الجامعة العربية ورئيسها وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، في تبني مشروع قرار فلسطيني يدين التطبيع، قد أغضب السلطة الفلسطينية إلى الحد الذي جعلها توافق على اجتماعي بيروت وإسطنبول، لتبعث بـ"رسالة احتجاج" إلى القاهرة.
"لا يمكن تجاهل مصر أبداً"
منذ عام 2009، توسطت القاهرة في إبرام خمس اتفاقيات مصالحة بين فتح وحماس، ولم تُترجم أي منها إلى أفعالٍ على أرض الواقع، إضافة إلى رعايتها واستضافتها جولات عديدة من الحوار الثنائي أو بين الفصائل.
غير أن المراقبين يرون أن تأخير عقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية يتعلق بعدم حصول القيادة الفلسطينية على موافقة مصرية رسمية لاستضافة المحادثات في القاهرة.
فيما استبعد ثابت العمور، وهو محلل سياسي مقرب من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عقد الاجتماع في أي عاصمة غير القاهرة.
وقال العمور في حديثه لموقع Middle East Eye: "لا يمكن تجاهل مصر أبداً، وكل الفلسطينيين حريصون على استمرار الوجود المصري".