كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد أن حصل الحريري على أصوات كافية في مشاورات برلمانية انطلقت صباح الخميس، وتعد المرة الرابعة التي يرأس فيها الحريري الحكومة.
لكن الزعيم السني سيواجه تحديات كبرى لتجاوز الشقاق في المشهد السياسي اللبناني وتشكيل حكومة جديدة. إذ كانت احتجاجات حاشدة اندلعت في أواخر العام الماضي ضد النخبة الحاكمة قد أطاحت بحكومته الائتلافية، كما أنه لا يحظى بدعم جميع القوى السياسية اللبنانية، خاصة المسيحية.
في المقابل يحظى الحريري -وهو أبرز سياسي سني في لبنان- بتأييد نواب تيار المستقبل الذي ينتمي له وحزب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، إضافة إلى حزب الله الشيعي، وكتل نيابية أخرى أصغر حجماً.
وعود الحريري: مباشرة بعد تكليفه بتشكيل الحكومة، قال رئيس الوزراء اللبناني المُكلف سعد الحريري إنه سيشكل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين في أسرع وقت.
كما أوضح الحريري، في مؤتمر عقب تكليفه بتشكيل الحكومة: "سأشكل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، وسأنكبّ على تشكيل الحكومة بسرعة لأن الوقت داهم وهذه هي الفرصة الأخيرة".
أضاف أيضاً أن "الحكومة الجديدة ستكون مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها".
تحديات كثيرة في انتظار الحريري: سيتعين على أي حكومة جديدة التعامل مع انهيار مالي يزداد سوءاً ومع تفشي فيروس كورونا المستجد وتداعيات الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس/آب وأودى بحياة نحو 200 شخص.
إذ سعت فرنسا في أغسطس/آب إلى دفع السياسيين اللبنانيين لمعالجة الأزمة غير المسبوقة، لكن آمالها خابت بسبب ما بدا أنه افتقار النخبة السياسية لإدراك حساسية الوضع وعدم إحراز تقدم.
فيما قال رئيس الوزراء السابق تمام سلام للصحفيين بعد اجتماعه مع عون إنه يدعم الحريري وإن الحكومة التالية تواجه تحديات.
كما أضاف: "نحن اليوم في إطار متابعة محاولة إنقاذ البلد من الوضع الذي وصل إليه ومن التردي والانهيار الكبير وأمام محاولة جديدة في ظل متابعة ورعاية دولية، خاصة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمبادرة الفرنسية التي ستحمل الرئيس الحريري مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الاستحقاق وأتمنى من الجميع مساعدته على تشكيل الحكومة بعيداً عن العرقلة والتعطيل".
كما ظهر الحريري كمرشح لتشكيل حكومة جديدة يمكنها إحياء جهود فرنسا التي وضعت خارطة طريق لتنفيذ إصلاحات، من شأنها أن تفتح الباب أمام عودة المساعدات الخارجية التي يحتاجها لبنان بشدة.
معارضة التيار الوطني الحر: في المقابل، يُعارض التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون تكليف الحريري. ونقلت وسائل إعلام محلية عن عون قوله الأربعاء "خسرتُ سنة و14 يوماً حتى الآن من عهدي بسبب تأليف الحكومات السابقة التي كانت برئاسة الحريري".
فيما أعلن رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل بعد لقاء تكتل "لبنان القوي" رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن التكتل لم يسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة في إطار الاستشارات النيابية.
قال باسيل من قصر بعبدا: "شاركنا كتكتل دستورياً وميثاقياً في الاستشارات تلبية لدعوة الرئيس، أولاً موقف التيار معروف لأنه مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وجو المبادرة الفرنسية كذلك".
كما أضاف أن هذه المرة في الاستشارات أفضت الظروف إلى أن يكون هناك مرشح واحد غير اختصاصي بل سياسي بامتياز لذلك قررنا ألا نسمي أحداً وألا نسميه. موقفنا سياسي بحت وليس شخصياً، وهو نابع من اعتماد معايير واحدة في تأليف أي حكومة".
بخصوص تكليف الحريري قال باسيل إن هذا التكليف "مشوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغياب الدعم من المكونات المسيحية الكبرى، ومن يحاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية السورية وهذا لن يحصل".