قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إن غزو الجراد لإثيوبيا هذا العام هو الأسوأ منذ 25 عاماً، وفق ما نشرته وكالة رويترز، الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
فقد أتى الجراد على 200 ألف هكتار من الأرض المزروعة منذ يناير/كانون الثاني الماضي وهدد الموارد الغذائية. فجراد يملأ كيلومتراً واحداً من الأرض يمكنه أن يلتهم في اليوم الواحد ما يستهلكه 35 ألف إنسان – كما يقضي على أرزاق الملايين.
خسائر بمليارات الدولارات: يجتاح غزو أسراب الجراد، الذي لا يحدث مثله سوى مرة في العمر، شرق إفريقيا ومنطقة البحر الأحمر منذ أواخر 2019. وتفاقم جائحة فيروس كورونا الأزمة هذا العام بتعطيل سلاسل إمدادات منظمة الأغذية والزراعة من المبيدات والمعدات لمكافحته.
إذ قال ستيفن إنجوكا مدير منظمة مكافحة الجراد الصحراوي في بلدان شرق إفريقيا: "أكبر تحدّ الآن للمنطقة موجود هنا في إثيوبيا ونحن نعمل على مواجهة ذلك مع شركائنا مثل منظمة الأغذية والزراعة".
كما جعل الصراع والفوضى في اليمن، الذي انطلقت منه بعض الأسراب، رش المبيدات بالطائرات مستحيلاً. وتزامن ذلك مع أمطار غزيرة على غير المعتاد، مما زاد من انتشار الجراد في إثيوبيا.
بينما قال البنك الدولي إن هجوم الجراد سيكلف شرق إفريقيا واليمن نحو 8.5 مليار دولار هذا العام.
فيما تخشى فطومة سعيد، ممثلة منظمة الأغذية والزراعة في إثيوبيا، من تكرار هذا الدمار في العام المقبل، وتقول: "الإصابة ستستمر في عام 2021. الغزو يتكرر وسيصل الجراد إلى كينيا".
دمر الأسر المزارعة: تأثير هجوم الجراد بدا واضحاً على المزارعين، إذ كانت رخت ماريما واديشا، وهي أم لعشرة أطفال، تلقي بالحجارة، بل وبلغ بها اليأس حد إطلاق النار على أسراب الجراد التي حطت على حقول الذرة الرفيعة التي تملكها في شمال شرق إثيوبيا.
لكن الحشرات لم يردعها شيء وأتت على محصولها بالكامل فدمرت مصدر الدخل الوحيد لأسرتها.
قالت الأرملة وهي محاطة بخمسة من أطفالها وتحمل في يدها حزمة من نبات الذرة التالفة: "لم ترحل منذ أسبوع. تركتنا بدون محصول نشد الحزام ونبكي ليلاً ونهاراً.. كيف يمكنني أن أطعم أطفالي!".