قالت شبكة CNN الأمريكية، الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن الديمقراطيين يستعدون بشكل جدي لمحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التشكيك في نتائج الانتخابات في حال خسارته، وسط مخاوف لديهم من أنهم لن يتمكنوا ببساطة من مجابهة تصريحات ترامب الهجومية إذا ادَّعى الفوز ليلة الانتخابات أو أعلن تزويرها.
بحسب الشبكة، فإن حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن تعمل بمساعدة الديمقراطيين في الكونغرس، على وضع استراتيجيات مشتركة لشن حرب استباقية على ترامب بعد الانتخابات؛ لمحاولة إضعاف أي جهود للاعتراض على فرز الأصوات، بعد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
يشار إلى أن ترامب كرر ادعاءات لا أساس لها من الصحة، بأن الانتخابات ستكون مزورة وستُسرق منه، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة التي سيخسر بها الانتخابات هي التزوير.
كما رفض الرئيس الأمريكي التصريح، بشكل واضح، بأنه سيقبل تداولاً سلمياً للسلطة، فقد عاد ليؤكد رفضه ذلك، في تجمع حاشد بميشيغان، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد أن أعلن موافقته قبل ذلك بيومين خلال لقاء جماهيري عبر التلفاز في قاعة NBC News.
حملة معاكِسة: من جانبه، أصدر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، تقريراً الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول، بعنوان "فرز الأصوات وما يمكن توقُّعه في يوم الانتخابات"، يهدف من خلاله إلى تحضير رد وقائي على مزاعم ترامب بالتزوير.
توضح الخطط أن هناك مخاوف من أن الديمقراطيين لن يتمكنوا ببساطة من مجابهة تصريحات ترامب الهجومية -وحسابه على تويتر- إذا ادعى الفوز ليلة الانتخابات أو قال إن الديمقراطيين سرقوا الانتخابات.
مسؤول في حملة بايدن قال للشبكة إن الحملة تنسق مع الديمقراطيين بالكونغرس وجماعات الحق في التصويت؛ لمواجهة خطابات ترامب المشككة في نزاهة الانتخابات، كما أكد أن الحملة تحدثت أيضاً مع شركات التواصل الاجتماعي عن مكافحة المعلومات المضللة ونقل نتائج الانتخابات.
حشد جماعات خارجية: كما أدى خطاب ترامب حول سرقة الانتخابات أو تزويرها إلى حشد الناشطين الليبراليين والسياسيين المحنكين في واشنطن الحريصين على ضمان الثقة بنتائج الانتخابات، وهم يتطلعون إلى تقديم الدعم إذا أطلق ترامب احتجاجاً على نتائج الانتخابات.
حيث بدأت لجنة Priorities USA، وهي أكبر لجنة من لجان العمل السياسي بالحزب الديمقراطي وتدعم بايدن، التخطيط لاحتمال أن يحاول ترامب تصوير نتائج التصويت التي تُظهر تفوق بايدن، على أنها غير شرعية.
وقد شكَّلت جماعتا دعوة تقدميتان، هما Stand up America وIndivisible، تحالفاً من الحزبين يضم 100 مجموعة مُناصرة تسمى Protect the Results لتنظيم الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد إذا حاول ترامب الطعن في النتائج.
كما بدأت مجموعة جديدة من المسؤولين من الحزبين، تسمى المجلس الوطني لنزاهة الانتخابات، في وقت سابق من هذا الشهر، في حملة تهدف إلى تعزيز الثقة بنظام الانتخابات، وهي تضم جمهوريين مثل حاكم ولاية بنسلفانيا السابق توم ريدج، الذي كان وزيراً للأمن الداخلي في إدارة جورج دبليو بوش.
وقال ريدج إنه بعد الانتخابات، سيتحول تركيز المجموعة إلى ضمان النقل السلمي للسلطة من إدارة إلى أخرى، وضمن ذلك الاستمرار في صد جهود ترامب لتقويض شرعية الأصوات المفروزة في وقت متأخر.
التحديات في المحاكم: ويقول خبراء الانتخابات، إن نزاعاً آخر قد يظهر للواجهة، مثل إعادة فرز 2000 صوت في فلوريدا، إذ إن كلا الجانبين يستعد لمثل هذا السيناريو بالضبط، بل إن ترامب قال إنه يتوقع أن تذهب الانتخابات إلى المحكمة العليا.
في حال كانت النتائج بأي ولاية متقاربة للغاية، فمن المرجح أن يجري التدقيق في الأصوات المدلى بها، خاصة عبر البريد، وربما يكون هذا السيناريو هو الأكثر احتمالية للطعن على النتائج في المحاكم من جانب الحملات.