قال أكبر حزب سياسي مسيحي في لبنان، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنه لن يدعم ترشيح رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لقيادة حكومة تتولى مهمة انتشال البلاد من أزمة اقتصادية شديدة، مما يعقّد جهود الاتفاق على رئيس وزراء جديد.
كان الحريري، الذي استقال من رئاسة الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ أمام احتجاجات بعموم لبنان، قد قال إنه مستعد لقيادة حكومة تنفذ الإصلاحات التي اقترحتها فرنسا، حتى يستطيع لبنان الحصول على مساعدات دولية هو في أمسِّ الحاجة إليها.
"لا دعم" للحريري: لكن الحريري، أبرز السياسيين السُّنة بلبنان، أخفق في الحصول على دعم الحزبين المسيحيين الرئيسيين: التيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية.
حزب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه جبران باسيل صهر عون، قال إنه لا يمكنه دعم شخصية سياسية كالحريري، لأن مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى حكومة إصلاح يشكّلها ويقودها "اختصاصيون".
كما تابع في بيان: "واستناداً إلى ذلك أجمع المجلس السياسي على عدم تسمية… الحريري لرئاسة الحكومة"، مضيفاً أن تأجيل الرئيس المشاورات أسبوعاً لن يجعل الحزب يعيد النظر في موقفه.
الأمل في حزب الله: لا يزال بإمكان الحريري الحصول على أغلبية برلمانية إذا ساندته جماعة حزب الله الشيعية وحليفتها حركة أمل، لتولي المنصب.
لكن عدم مساندة الكتلتين المسيحيتين الرئيسيتين له سيمنحه في أحسن الظروف تفويضاً هشاً لمواجهة أسوأ أزمات لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990.
إذ سقط لبنان في هوة الاضطرابات المالية وانهارت الليرة. كما تسبب كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت قبل شهرين، في تفاقم الأزمة ومعاناة لبنانيين كثيرين من الفقر.
كان الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء مرتين، قد استقال بعد أسبوعين من احتجاجات حاشدة قبل عام. وتحولت المظاهرات التي أشعلت فتيلها خططٌ لفرض ضرائب على المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب للتراسل المملوك لـ"فيسبوك"، إلى حركة احتجاجية أوسع نطاقاً ضد النخبة السياسية في لبنان.
تأجيل المشاورات النيابية: كانت الرئاسة اللبنانية قالت يوم الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول، إن الرئيس ميشال عون أرجأ ولمدة أسبوع، مشاورات التكتلات النيابية التي تستهدف اختيار رئيس للوزراء يتولى تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد.
إذ كان من المقرر أن يعقد عون، المشاورات يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يُقيّم خلالها مدى قدرة سعد الحريري، القيادي السُّني، على حشد التأييد بما يحقق أغلبية في البرلمان لتشكيل حكومة.
لكن اثنين من أبرز الساسة المسيحيين عبّرا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عن تحفُّظهما على اختيار الحريري. واستقال الحريري من رئاسة الوزراء قبل عام؛ إثر احتجاجات حاشدة.
وقالت الرئاسة، إنَّ عون أرجأ المشاورات لمدة أسبوع، حتى 22 أكتوبر/تشرين الأول، مضيفةً أن ذلك جاء بناء على طلب بعض الكتل النيابية؛ لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها.
بينما قال مكتب نبيه بري، رئيس مجلس النواب وزعيم "حركة أمل" الشيعية، في بيان صدر بعد دقائق من إعلان الرئاسة، إنَّ بري يعارض أي تأجيل للمشاورات.