رفض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إدانة مجموعة QAnon اليمينية المتطرفة التي ظلت تروج لنظريات المؤامرة، وتعتقد أن الرئيس الأمريكي جاء ليخلص العالم من الشياطين وآكلي البشر، وفق ما ذكره تقرير لشبكة CBS News الأمريكية، الجمعة 16 أكتوبر/تشرين الأول.
فقد ظهر كلا المرشحين الرئاسيين في لقاءين منفصلين على شبكتين متنافستين مساء الخميس، بعدما قال الرئيس ترامب إنَّه يرفض المشاركة في مناظرة افتراضية. كان الرئيس ترامب في مدينة ميامي في لقاء مثير للجدل استضافته مذيعة شبكة NBC News الأمريكية سافانا غوثري.
ترامب وإدانة الجماعات المتطرفة: عند سؤاله عما إن كان يدين مجموعة QAnon، وهي مجموعة يمينية مؤمنة بنظرية المؤامرة، رفض ترامب فعل ذلك بصورة قاطعة.
قالت غوثري إنَّ أتباع QAnon يؤمنون بنظرية مؤامرة ترى "أنَّ الديمقراطيين لديهم حلقة بيدوفيليا شيطانية، وأنَّك أنت (سيد ترامب) المُنقِذ من هذا". (البيدوفيليا هي اشتهاء الأطفال جنسياً).
سألت غوثري: "هل يمكن أن تذكر مرة واحدة وإلى الأبد أنَّ هذا غير صحيح وتتبرَّأ من QAnon بالكامل؟".
قال ترامب: "لا أعرف شيئاً عن QAnon، لا أعرف إلا القليل جداً". فردَّت غوثري: "لقد أخبرتُك للتو".
فأجاب: "أخبرتني، وأكره أن أقول ذلك، لكن ما أخبرتني إيَّاه لا يجعله بالضرورة حقيقة. لا أعرف شيئاً بشأنها، أعرف أنَّها ضد البيدوفيليا بشدة، وهي تحاربها بقوة للغاية. لكنَّني لا أعلم شيئاً عنها".
فقاطعته غوثري: "إنَّها تعتقد أنَّ هناك طائفة شيطانية تديرها الدولة العميقة". فقال ترامب إنَّ الأمر الذي لديه معرفة عنه هو جماعة "أنتيفا واليسار المتشدد".
فقاطعته غوثري مجدداً، وقالت له: "قال السيناتور الجمهوري بن ساسي: (جماعة QAnon مجنونة والقادة الحقيقيون يصفون نظريات المؤامرة بأنَّها نظريات مؤامرة). لِمَ لا تقول إنَّها ليست صحيحة وحسب؟".
فرد ترامب: "قد يكون محقاً، الأمر فقط أنَّني لا أعرف شيئاً بشأن QAnon"، فرفضت غوثري ذلك قائلةً: "بل تعرف"، بينما أصرَّ ترامب على أنَّه لا يعرف وأخبر غوثري بأن تتابع أسئلتها.
معتقدات غريبة: بحسب "رابطة مكافحة التشهير"، فإنَّ أتباع QAnon يؤمنون بأنَّ "حكومات العالم تخضع لسيطرة عصابة غامضة من مُشتهي الأطفال (الذين سيقدمهم الرئيس ترامب للعدالة في نهاية المطاف)".
يؤيد أتباع Qanon المُعتَقَد القائل بأنَّ "دولة عميقة" سادت قبل عقود. ويُستخدَم فكرة الدولة العميقة لتفسير كل شيء بدءاً من حادثة "بيتزا غيت" مروراً بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ووصولاً إلى انتشار عمليات إطلاق النار الجماعية واغتيال الرئيس جون كينيدي.
ورفض ترامب النأي بنفسه عن مجموعة QAnon من قبل. ففي أغسطس/آب الماضي، سأله صحفي: "سيدي الرئيس، في صلب النظرية يوجد اعتقاد بأنَّك تنقذ العالم بطريقة سرية من طائفة شيطانية من مشتهي الأطفال وآكلي لحوم البشر. هل يبدو ذلك كشيءٍ تدعمه أو تؤمن به؟".
فردَّ تامب: "حسناً، لم أسمع عن هذا. لكن هل يُفتَرَض أن يكون شيئاً جيداً أم سيئاً؟ أقصد أنَّه، كما تعلم، يمكنني إنقاذ العالم من المشكلات، وأنا مستعد لذلك".
الرئيس يروج لنظرية المؤامرة: لكن ترامب لم يرفض فقط إدانة مجموعة مؤمّنة بنظرية المؤامرة، بل تسبَّب هو شخصياً في إدامة نظريات مؤامرة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي. فسألته غوثري: "في هذا الأسبوع فقط، أعدت تغريد نظرية مؤامرة لمتابعيك الـ87 مليوناً تفيد بأنَّ جو بايدن دبَّر لدفع (فريق سيل تيم 6) للقيام بعملية قتل من أجل التغطية على الموت الزائف لأسامة بن لادن. لماذا قد تنشر الآن كذبة مثل هذه لمتابعيك؟".
فقال ترامب: "كانت هذه إعادة تغريد. كان رأياً من أحدهم وكانت تلك إعادة تغريد. بإمكان الناس أن يقرروا بأنفسهم".
غير أن غوثري قالت: "لستُ أفهم هذا، أنت لست العم المجنون لأحدهم والذي يمكنه إعادة تغريد أي شيء وحسب". فأصرَّ ترامب على أنَّها كانت إعادة تغريد وحسب.