ستكلفه 160 ألف دولار.. تفاصيل رحلة سينظمها رجل أعمال سوداني إلى إسرائيل لـ”تسريع التطبيع”

يستعد رجل الأعمال السوداني أبوالقاسم برطم لتنظيم رحلة تثير جدلاً إلى إسرائيل، تضم 40 سودانياً من مختلف فئات المجتمع "لتعجيل التطبيع بين بلاده والدولة العبرية".

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/16 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/16 الساعة 12:07 بتوقيت غرينتش
رجل الأعمال السوداني أبوالقاسم برطم

يستعد رجل الأعمال السوداني أبوالقاسم برطم لتنظيم رحلة تثير جدلاً إلى إسرائيل، تضم 40 سودانياً من مختلف فئات المجتمع "لتعجيل التطبيع بين بلاده والدولة العبرية"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية الجمعة 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

تثير هذه الرحلة استغراباً في السودان بسبب انقسام المواقف حول مسألة التطبيع مع إسرائيل، سواء بين الأحزاب السياسية أو داخل المجتمع المدني وحتى الحكومة الانتقالية التي تولت السلطة في السودان عقب إسقاط الرئيس عمر البشير في نيسان/أبريل 2019.

160 ألف دولار تكاليف الرحلة: في فناء منزله الذي تشبه واجهته البيت الأبيض مقر الرئاسة الأمريكية، يقول برطم (54 عاماً) الذي يعمل في مجالي الزراعة والنقل: "سيكون معنا أساتذة جامعات وعمال ومزارعون وفنانون ورياضيون وبعض أتباع الطرق الصوفية".

يؤكد برطم، وهو أب لعشرة أطفال، أنه سينفق 160 ألف دولار على الرحلة المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر لمدة خمسة أيام.

حول الهدف من الزيارة، يوضح برطم وهو يرتدي زياً سودانياً تقليدياً عبارة عن جلباب أبيض وعمامة، أن "هناك حاجزاً نفسياً بين السودانيين العاديين وإسرائيل، خلقه أصحاب الفكر الإسلامي أو اليساري أو القومي العربي، ولابد من كسر هذا الحاجز النفسي".

يؤكد برطم أنه لم يسبق له أن زار إسرائيل، وأنه لا يجري اتصالات مع سلطات هذا البلد.

لكنه يشير إلى أن لا شيء يمنعه من زيارة إسرائيل، بعدما شُطبت عبارة "يسمح لحامله بالسفر إلى جميع البلدان عدا إسرائيل" من جواز السفر السوداني قبل 15 عاماً.

أغلب السودانيين ضد التطبيع: في استطلاع للرأي أعده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي، أيد 13% من السودانيين فقط إقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل، فيما عارض هذه الخطوة 79%.

لا يظهر برطم اهتماماً حثيثاً بالقضية الفلسطينية، ويقول: "أنا أهتم بمصالح بلدي وأرى أن عداءنا مع إسرائيل قد أضر بنا.. بلدنا غني بالموارد الطبيعية ومع ذلك أصبحنا نتسول".

يعاني الاقتصاد السوداني من أزمة عائدة بجزء منها إلى العقوبات المفروضة على هذا البلد المدرج على القائمة الأمريكية "للدول الراعية للإرهاب" منذ عام 1993 بسبب علاقة البلاد بمنظمات إسلامية مثل القاعدة التي أقام زعيمها السابق أسامة بن لادن في البلاد بين العامين 1992 و1996، ما حرم الخرطوم من الاستثمارات الخارجية ووضعها في عزلة.

يقول رجل الأعمال السوداني: "أعتقد أن التطبيع سيفتح لبلادنا آفاق الاستثمار الغربي والحصول على التقنية الغربية، صحيح أن إسرائيل دولة صغيرة ولكن يؤثر مواطنوها تأثيراً كبيراً على الاقتصاد الغربي في أوروبا والولايات المتحدة".

ماذا عن موقف الحكومة؟ في حين يرى العسكريون في السودان أن الأمر يحقق مصلحة البلاد، يتخذ المدنيون في الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، موقفاً أكثر حذراً.

ففي شباط/فبراير الماضي، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في أوغندا.

مطلع الشهر الحالي، أكد الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس، لقناة سودانية: "إسرائيل دولة متقدمة، والعالم كله يعمل معها.. من أجل تنميتنا نحتاج إلى إسرائيل".

بينما تريد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يحذو السودان حذو الإمارات والبحرين في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقد زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخرطوم لهذه الغاية في أغسطس/آب.

إلا أن حمدوك أكد حرصه بعد لقاء بومبيو على الفصل بين "إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والتطبيع مع إسرائيل".

كما شدد في نهاية سبتمبر/أيلول على أن "القضية (التطبيع) معقدة ولها العديد من الآثار وتتطلب مناقشة داخل مجتمعنا". وقد أثارت تصريحات حمدوك سخط برطم ما جعله يتهم الحكومة الانتقالية بغياب الرؤية.

معارضة أعلى سلطة دينية: بينما يعارض التطبيع أيضاً مجمع الفقه الإسلامي، أعلى سلطة دينية إسلامية في البلاد.

إذ قال الأمين العام للمجمع عادل حسن حمزة لوكالة فرانس برس: "بحضور 40 عضواً من أعضاء المجمع البالغ عددهم 50 أصدرنا فتوى بعدم جواز التطبيع مع إسرائيل لأنها دولة محتلة للأراضي الفلسطينية، أعتقد أن الحكومة ستلتزم بهذه الفتوى".

لكن برطم يرى أن زيارته ستساعد على بناء الثقة بين الناس، وهو مصمم على المضيّ قدماً بها. ويؤكد: "مسألة التطبيع مع إسرائيل قضية سياسية وليست دينية.. أعلم أن رحلتي ستثير ردود فعل سلبية ولكن هذا لا يخيفني".

تحميل المزيد