جرت محادثات غير مسبوقة بين لبنان وإسرائيل، الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بشأن حدودهما البحرية المتنازع عليها في اجتماع قصير وصفه كبير المفاوضين اللبنانيين بأنه "خطوة أولى في مسيرة الألف ميل".
تأتي المحادثات التي توسطت فيها واشنطن بعد جهود دبلوماسية أمريكية استمرت ثلاث سنوات لحل الخلاف المتعلق بالحدود الفاصلة بين الجانبين في مياه البحر المتوسط التي يُحتمل أن تكون غنية بالغاز.
اجتماع دام ساعة فقط: شوهدت طائرتان هليكوبتر عسكريتان لبنانيتان تنقلان الوفد اللبناني إلى الاجتماع. وقاد ضابط من الجيش الفريق اللبناني، ورأس الجانب الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة.
بينما انفض الاجتماع بعد ساعة تقريباً واتفق الجانبان على اللقاء مرة أخرى في غضون أسبوعين.
ونقل عن العميد الركن بسام ياسين الذي قاد فريق التفاوض اللبناني قوله: "لقاؤنا اليوم سوف يطلق صافرة قطار التفاوض التقني غير المباشر ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل نحو ترسيم الحدود الجنوبية".
كما أضاف أنه انطلاقاً من مصلحة الوطن العليا "نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة".
وساطة أمريكية وموافقة حزب الله: جاء إعلان الاتفاق على إجراء المحادثات بعد أسابيع من تكثيف واشنطن الضغط على حلفاء جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران وفرضها عقوبات على مسؤول بارز من حركة أمل الشيعية، حليف حزب الله الرئيسي.
استضافت اجتماع الأربعاء الأمم المتحدة التي تراقب الحدود البرية منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال استمر 22 عاماً. وستعقد الجولة المقبلة في 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
قبل ساعات من انعقاد الاجتماع انتقدت جماعة حزب الله وحركة أمل تشكيل فريق التفاوض اللبناني وطالبتا بتغييره بما يضمن اقتصار المشاركة فيه على المسؤولين العسكريين.
كما يقول حزب الله، الذي خاض حرباً مع إسرائيل لأكثر من شهر في عام 2006، إن المحادثات ليست مؤشراً على عملية صنع سلام. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي أيضاً إن التوقعات بشأن الاجتماع يجب أن تتسم بالواقعية.
خلاف حول 860 كيلومتراً: بحسب مصادر "رويترز"، فإنه لا توجد حتى الآن علامات نهائية للحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، حيث يدور الخلاف حول مساحة تبلغ 860 كيلومتراً مربعاً في البحر المتوسط.
لكن المصادر أكدت أن "إسرائيل اعترفت بالفعل بأنها مستعدة لتقسيم الحقوق في المنطقة البحرية على الحدود بنسبة 58:42% لصالح لبنان".
في عام 2019، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها وافقت على إجراء محادثات مع لبنان بوساطة أمريكية لحل النزاع القائم حول الحدود البحرية.
لا تشهد الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل نزاعات عسكرية على غرار الحدود البريّة. ويسيطر "حزب الله" على منطقة جنوب لبنان المحاذية للحدود بين إسرائيل ولبنان.
خلال العام الجاري، تشهد الحدود بين البلدين هدوءاً نسبياً مقارنة مع الأعوام السابقة. وانسحبت القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني عام 2000، ومن ثم وضعت الأمم المتحدة ما عُرف بـ"الخط الأزرق" على الحدود بينهما، لتأكيد هذا الانسحاب، لكن هذا الخط لم يراعِ الحدود الرسمية بشكل دقيق.