أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الأربعاء 16 سبتمبر/ أيلول 2020، استعداد بلاده للحوار مع تركيا لحل الخلافات حول حقوق التنقيب في البحر المتوسط، لكنه وضع شرطين اثنين لتحقيق ذلك، يتمثلان في تجنب "الابتزاز أو التهديدات"، وهو التصريح الذي يأتي في ظل تصاعد حدة التوتر بين الدول المطلة على شرق المتوسط.
كما تأتي هذه التصريحات أيضاً، عقب تجديد الاتحاد الأوروبي دعمه لقبرص واليونان على حساب تركيا، إذ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين، إنه ليس هناك ما يبرر "ترويع" اليونان وقبرص من جانب تركيا، التي مددت مهمة سفينة تقوم بأعمال تنقيب في المياه المتنازع عليها حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول.
تصريح الرئيس القبرصي: أناستاسيادس قال بعد اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في العاصمة القبرصية، إن بلاده مستعدة دائماً للحوار، قبل أن يشترط ذلك بـ"الحاجة إلى تعريف واضح يستند إلى القانون الدولي، دون ابتزاز أو تهديدات"، وفق تعبيره.
المسؤول نفسه وصف الخطوة التركية بتمديد فترة عمل السفينة "ياووز" بالتصعيد، في وقت يتخذ فيه الاتحاد الأوروبي، الذي يضم قبرص، سلسلة مبادرات تهدف إلى تهدئة التوتر.
في السياق نفسه، يعمل زعماء الاتحاد الأوروبي على إيجاد سبل لنزع فتيل التوتر بشرق المتوسط، في قمتهم المقررة يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول.
الرئيس القبرصي اعتبر أنه "في ضوء اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، أكدنا أهمية الحفاظ على وحدتنا في الرسائل الموجهة (لتركيا)، وعزمنا على تنفيذ قراراتنا إذا استمرت الأعمال غير القانونية".
قلق يوناني: من جانبه، أقر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، بأنه يشعر بالقلق البالغ من الخطوة التي أقدمت عليها تركيا بتمديد عمل السفينة.
رئيس اليونان، وفي مقابلة مع مجلة الإيكونوميست، خيَّر تركيا بين '"التواصل مع أوروبا بطريقة بنّاءة"، أو "أن تختار مواصلة هذا النوع من الأعمال الأحادية ومواجهة العواقب".
قبل أن يؤكد: "جميعنا يأمل أن يكون الخيار والمسار هو التواصل البنّاء".
"ليس تخويفاً": في الجهة المقابلة، شدد فاروق قايمقجي، نائب وزير الخارجية التركي، خلال مداخلة له في جلسة عبر الإنترنت حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، على أن عمليات تركيا في شرق المتوسط جاءت رداً على "إجراءات أحادية" من جانب اليونان والقبارصة اليونانيين.
وأضاف: "هذا ليس تخويفاً؛ بل لقول إن تركيا ستواصل الدفاع عن حقوقها وكذلك حقوق القبارصة الأتراك الذين تعرضوا لخداع القبارصة اليونانيين والاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى فشل جهود عديدة في توحيد جزيرة قبرص.
وانقسمت قبرص بعد غزو تركي عام 1974، في أعقاب انقلاب بإيعاز من اليونان. وتعترف تركيا بدولة القبارصة الأتراك الانفصالية في الشمال، لكنها لا تعترف بحكومة القبارصة اليونانيين المعترف بها دولياً.
وحكومة القبارصة اليونانيين على خلاف منذ فترة طويلة، مع تركيا التي بدأت التنقيب عن النفط والغاز قرب قبرص، العام الماضي.