أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس السبت 12 سبتمبر ايلول أن بلاده ستعزز قواتها المسلحة من خلال شراء 18 طائرة رافال و4 فرقاطات من فرنسا وستقوم بالاستعانة بنحو 15 ألفا من أفراد الجيش خلال السنوات الخمس القادمة، وذلك وسط توتر بين أنقرة وأثينا وباريس سبب ثروة ة شرق البحر المتوسط.
ميتسوتاكيس أضاف أن اليونان "ستعزز" أيضا قدراتها الدفاعية بأسلحة جديدة وطوربيدات وصواريخ فضلا عن تحديث صناعة الدفاع التي تكبدت خسائر.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وجه تحذيراً مباشراً لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمواجهة "المزيد من المشاكل معه شخصياً"، في أول تعليق له يستهدف ماكرون مباشرة، كما دعا من جهة أخرى اليونان لعدم سلك طرق خاطئة.
كما حذره أيضاً من "العبث" مع أنقرة، في ظل تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وقال أردوغان، في المناسبة ذاتها: "لا تعبث مع الشعب التركي، لا تعبث مع تركيا".
تحذير الرئيس التركي جاء بعد أن انتقد ماكرون أنقرة بشدة في مواجهتها مع اليونان وقبرص في شرقي البحر المتوسط على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة، وقيادته تحركات أوروبية من أجل فرض عقوبات عليها.
أمريكا قلقة: الولايات المتحدة لم تبقَ بعيدة عن هذا التوتر، إذ قالت عبر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، السبت، إنها لا تزال "قلقة للغاية" من تحركات تركيا في منطقة شرقي البحر المتوسط، ودعا للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة المحتدمة حول الموارد الطبيعية في البحر.
وقال بومبيو في زيارة خاطفة لقبرص الرومية، السبت، التقى فيها الرئيس نيكوس أناستاسيادس: "تحتاج دول المنطقة للتوصل دبلوماسياً وسلمياً إلى حل لخلافاتها، وضمن ذلك ما يتعلق بقضايا الأمن ومصادر الطاقة".
وأكد أن رئيس بلاده، دونالد ترامب، تباحث هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، حول التوتر المتصاعد في المنطقة. وتابع: "يجب على دول المنطقة حل القضايا المتعلقة بالأمن وموارد الطاقة والبحر، سلمياً ودبلوماسياً".
وبيَّن أن شرقي المتوسط يتمتع بالقدرة على الجمع بين العديد من البلدان وخلق أسواق جديدة من خلال الطاقة. وأضاف: "سيتم تقاسم موارد الطاقة بين القبارصة الروم والقبارصة الأتراك".
بدوره قال أناستاسيادس إنه أبلغ بومبيو باستعدادهم لترسيم حدود المناطق البحرية الشمالية والغربية من قبرص مع تركيا، عن طريق التفاوض أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وجهات نظر مختلفة: تصاعدت حدة التوتر في منطقة شرقي البحر المتوسط، بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
تركيا أرسلت سفينتي مسح إلى أجزاء منفصلة في المنطقة، ما أثار احتجاجات شديدة من جانب قبرص واليونان اللتين تقولان إن أنقرة تتعدى على جرفهما القاري. في حين تقول تركيا إن لديها حقوقاً مشروعة في هذه المنطقة.
وليس هناك اتفاق بين اليونان وتركيا على ترسيم جرفهما القاري، في حين تقف تركيا في مواجهة أي مطالبات من جانب قبرص التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.