قالت صحيفة إسرائيلية، الخميس 10 سبتمبر/أيلول 2020، إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير هو مَن أطلق المفاوضات السرية بين إسرائيل والإمارات، والتي أدت إلى إعلان رسمي لتطبيع العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب الشهر الماضي، في خطوة رسمت شكلاً جديداً لعلاقة الدول العربية مع إسرائيل، التي ظلت محرّمة لعقود من الزمن.
صحيفة "إسرائيل اليوم" كشفت أن اللقاءات السرية التي عقدها المبعوث السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق مولخو، في العديد من العواصم الأوروبية والخليجية، شكّلت الأساس الذي أدى إلى الاتفاق بين إسرائيل والإمارات.
بلير الوسيط: هذه اللقاءات التي لم تكن ممكنة أصبحت واقعية عبر القنوات الخلفية، وذلك بفضل جهود رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والذي عمل أيضاً كمبعوث خاص للجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط حتى عام 2015.
كما كشفت الصحيفة أن "مولخو ترأس هذه المحادثات المبدئية في الفترة ما بين 2015 إلى 2018، عندما أُجبر على التنحي كمستشار لنتنياهو، بسبب مزاعم تورّطه في صفقة مشبوهة لشراء غواصات ألمانية للبحرية الإسرائيلية، وهو اتهام تم دحضه منذ ذلك الحين".
الصحيفة نقلت أيضاً عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، لم تسمّها، قولها: "عُقدت اجتماعات مولخو مع وزير إماراتي في لندن وأبوظبي ونيقوسيا بوساطة من بلير شخصياً".
أما عن بداية الثقة التي نشأت بين الطرفين، فقد كشفت الصحيفة أن هذه المحادثات ساهمت في إعادة بناء الثقة بين إسرائيل والإمارات في أعقاب العداء الذي أحدثه اغتيال محمود المبحوح -الناشط في حماس- داخل دبي عام 2010 على يد ضباط من المخابرات الإسرائيلية الموساد".
مضيفة: "نقل مولخو رسائل تقارب من نتنياهو إلى ولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، ما أدى إلى عدة مكالمات هاتفية، وفي النهاية، إلى اجتماعات في عام 2018".
آخرون خلف الكواليس: وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت عن وجود 5 أشخاص رئيسيين ساهموا أيضاً في هندسة اتفاق تطبيع العلاقات الذي توصلت إليه كل من الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس/آب الماضي، الذي من المقرر أن يتم التوقيع عليه رسمياً في واشنطن يوم الثلاثاء المقبل.
أما أسماء هؤلاء الأشخاص فقد كان من أبرز هو رجل الأعمال والملياردير اليهودي من أصول مصرية، حاييم سابان (إسرائيلي ـ أمريكي)، إذ توسط في الاتصالات بين تل أبيب وأبوظبي بشكل مبكر ومباشر. وأشارت القناة العبرية 12 إلى أن "سابان صديق مقرّب من الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد إمارة أبوظبي" في الإمارات، وأن رجل الأعمال الإسرائيلي هو الذي وضع بذرة بدء علاقات رسمية وعلنية بين كل من الإمارات وإسرائيل.
كما لعب السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة دوراً كان أساسياً في هندسة اتفاق التطبيع مع إسرائيل، كما تقول وسائل الإعلام العبرية، وهو الذي كان قد نشر مقالاً باللغة العبرية في يونيو/حزيران الماضي، بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الأكثر انتشاراً في إسرائيل -كأول مسؤول عربي يفعل ذلك- يبشر فيه بالتطبيع الإماراتي مع إسرائيل.
أما الرجل الثالث الذي عمل بشكل مباشر وقاد اتصالات طويلة وزار الإمارات مراراً لأجل إتمام هذه الصفقة، هو يوسي كوهين، وحول ذلك تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "رئيس الموساد، كوهين، زار أبوظبي عدة مرات في الآونة الأخيرة، لتمهيد توقيع الاتفاقية بين إسرائيل والإمارات".
إضافة إلى الثلاثة السابقين، كان لكل من جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، ومحمد دحلان مستشار بن زايد السري، دوراً كبيراً أيضاً في "التقريب بين تل أبيب وأبوظبي بهدف توقيع اتفاقية سلام بين البلدين".